اكتشاف نفق سري يستخدم في عمليات تهريب الحشيش لمدينة سبتة..

كتالونيا24.

في واحدة من أكبر عمليات مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود، أعلنت السلطات الإسبانية عن اكتشاف نفق سري يربط مدينة سبتة الخاضعة للإدارة الإسبانية بالأراضي المغربية. يُعتقد أن هذا النفق كان يُستخدم لنقل كميات كبيرة من الحشيش من المغرب إلى إسبانيا، مما يشكل ضربة قوية لشبكات التهريب التي تنشط في المنطقة.

تم اكتشاف النفق خلال عملية تفتيش نفذتها الشرطة الإسبانية في منطقة صناعية بمدينة سبتة، حيث لاحظت السلطات وجود مؤشرات غير طبيعية في أحد المستودعات. بعد تحقيق معمق، تم العثور على مدخل النفق مخفيًا داخل ورشة رخام مغلقة منذ عامين. وأظهرت التحقيقات أن النفق يمتد لعدة عشرات من الأمتار، بعمق يصل إلى حوالي 12 مترًا تحت الأرض، وكان مجهزًا بإضاءة ودعامات خشبية لتعزيز بنيته.

تشير المعلومات الأولية إلى أن النفق كان يُستخدم بشكل أساسي لتهريب الحشيش من المغرب إلى سبتة، ومنها إلى داخل الأراضي الإسبانية عبر شبكات تهريب منظمة. المغرب يُعد واحدًا من أكبر منتجي الحشيش في العالم، وسبتة تُعتبر نقطة عبور رئيسية للمخدرات إلى أوروبا. من خلال هذا النفق، كانت العصابات قادرة على نقل البضائع بعيدًا عن أعين السلطات، متجنبة نقاط التفتيش الحدودية والدوريات البحرية.

أسفرت العملية الأمنية عن اعتقال 14 شخصًا، بينهم اثنان من أفراد الحرس المدني الإسباني، الذين يُشتبه في تورطهم بتسهيل عمليات التهريب. كما تمت مصادرة أكثر من 6000 كيلوغرام من الحشيش، إضافة إلى معدات حفر وأدوات لوجستية استخدمت في بناء النفق.

يمثل اكتشاف هذا النفق ضربة قوية لشبكات تهريب المخدرات، حيث يُظهر التطور الكبير في أساليب التهريب التي باتت تعتمد على تقنيات أكثر تعقيدًا وخطورة. كما يُسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها إسبانيا في مواجهة تدفق المخدرات من المغرب، حيث تعتمد العصابات على طرق غير تقليدية لتجاوز الإجراءات الأمنية المشددة.

تواصل السلطات الإسبانية والمغربية تكثيف جهودها لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود. فقد شهدت السنوات الأخيرة عدة عمليات أمنية ناجحة أدت إلى تفكيك شبكات تهريب كبرى، لكن الكشف عن هذا النفق يُبرز استمرار العصابات في تطوير أساليبها للتهرب من المراقبة.

يُعد اكتشاف هذا النفق واحدًا من أخطر عمليات التهريب التي تم إحباطها مؤخرًا، مما يؤكد الحاجة إلى تعزيز التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا لمكافحة الجريمة المنظمة. كما يُظهر مدى تعقيد الشبكات الإجرامية التي تستخدم أحدث التقنيات لتسهيل أنشطتها غير القانونية، ما يتطلب مزيدًا من الجهود لضمان أمن الحدود ومنع تهريب المخدرات إلى أوروبا.

تعليقات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد