إسبانيا – يوسف بوسلامتي.
الحياة الزوجية رباط مقدس تحكمه المودة والرحمة والطهارة من كل دنس، والثقة بين الزوجين لبناء أسرة سعيدة يخيم عليها الود والسعادة،
ولا شك أن قضية الخيانة الزوجية وليدة العصر ولكن ربما يكون وجودها في هذا الزمن قد زاد عما كان في الأزمنة الماضية بسبب ضعف الوازع الديني والأخلاقي والانفتاح على ثقافات أخرى أقل تقديساً للشرف والحياة الزوجية.
كثيرون قد يظنّون أنّ “جرائم الشرف” محصورة بالمجتمعات العربية والمسلمة، وأنّ النساء في الغرب، لا سيّما الأوروبيات، بعيدات عن ذلك. لكنّ الأمر ليس كذلك، فثمّة جرائم قتل نساء مشابهة إلى حدّ ما وتأتي تحت اسم “جرائم الغيرة” ، كما أن استهداف النساء بهذه الجرائم لا يخصّ ثقافة أو بيئة بعينهما، فبينما يُطلق على هذا النوع من الجرائم في الدول العربية وكذلك المسلمة “جرائم شرف”وتسمى “جرائم غيرة” في دول غربية .
وفي هذا الإطار مؤخرا اتهم مغربي 59 سنةبقتل زوجته رشيدة 49 سنة المنحدرة من مدينة الخميسات بمدينة فيكو ببرشلونة الإسبانية شهر ابريل الماضي ، وبعد شهر من البحث عن الضحية بعدما بلغ الزوج عن اختفاءها ، ألقت الشرطة الإسبانية القبض على الزوج
الذي يقال انه كان يخطط للسفر إلى المغرب .
والغريب أن الزوج هو من أبلغ عن اختفاء زوجته في 19 أبريل، حيث بدأت الشرطة تبحث عن الضحية في المنطقة ، في حين كانوا يراقبونه .
وفي11 ماي الأخير ، ألقت وحدة التحقيقات الجنائية القبض على المشتبه به في مدينة فيك، بعدما يقارب شهرا من البحث ، حيث أنكر الاتهامات الموجهة إليه ، فيما تعتقد المصالح الأمنية الإسبانية أنه قتل زوجته وأخفى جثتها ، وقد تم تقديمه إلى المحكمة بتهمة القتل وإخفاء الجثة.
وبهذه الجريمة يرتفع عدد جرائم قتل النساء في كاتالونيا إلى 11 سنة 2024.
كما أنه في وقت مضى رجل مغربي آخر بنفس عمر المتهم قتل زوجته ذبحًا في منزلهما في أولوت منطقة كتالونيا شمال شرق إسبانيا ، حيث انتهى الأمر بالقاتل للإنتحار متأثرًا بجروح طعن نفسه بالسكين التي استخدمها لقتل زوجته.
وبمدينة إشبيليةايضا بمنطقة الأندلس (جنوب إسبانيا) شهدت جريمة شنعاء ذهبت ضحيتها كارمن مواطنة إسبانية في 39 من عمرها تم ذبحها بأحد المنازل، وسط المدينة، من قبل عشيقها المغربي الأصل(عصام 37سنة) ، وبالمغرب مازالت ساكنة ميدلت تتذكر قضية الغيرة والخيانة الزوجية التي دفعت امرأة إلى قتل زوجها .
إن الخيانة الزوجية من الزوج أو الزوجة هي معول هدم لهذه العلاقة المقدسة، وجعلها جحيماً لا يطاق ينتهي بانفصال الطرفين أو حدوث ما هو أسوأ من ذلك عندما يصل الأمر إلى درجة انتقام الزوج أو الزوجة لكرامتهم المهدرة وشرفهم المهان، كما قد يتسبب في مقتل أحد الطرفين .