الفرص الضائعة!
بقلم نوال أمومة/ باحثة في علم التعلم و علم الأعصاب. Researcher in learning science and neuroscience
غريبة أحوالنا … وأصبحنا في حالٍ أغرب! هو الإنسان دائماً في تقلب وعدم انتظام، كنا نلتقي ولم تع أنفسنا أهمية هذا اللقاء، اعتبرناه تحصيل حاصل، نجلس ونختلف ويرتفع صوتنا فنغادر المكان ونترك خلفنا من هو في ألم ولكن لا يستطيع أن يعترض لانه غير قادر على تهدئة المكان.
نتابع ونستمر في نفس السلوك، في كل عام يتخاصم الإخوة ويختلف الجيران، نتصارع مع الأقارب ونتحدى أن يكسرونا وكأنهم أعداء ونسينا أنهم هم رفاق في هذه الحياة. نطوى يوم ونبدأ يوم جديد لنصبح أكثر شراسة وعنفا، نسرق ونرتشى وننصب ونعتدى ونقتل فتنهار البلدان. ونستمر كذلك نكرر نفس السلوك ولا نتعلم من اخطاءنا ولن نتعلم مما حدث فى الماضى. ،، غبي هذا الإنسان لازال في الشر ماضي … كل ما اكتشفه واخترعه ، تم من أجل حرية وراحة الإنسان، من أجل السعادة والعيش باحترام، انظر الى أين وصلنا ،، نحن من قيّد أنفسنا ، نحن من أعطى ترخيصاً للشر كي يحكمنا ، ونحن من أفرغ ما في داخلنا من حب وهدوء.. أضعنا الايام الجميلة باختلافنا المستمر على أشياء لا نتذكرها الآن، أضعنا فرص تواجد بيوتنا في مكانها، تواجد حياتنا في مكانها، تواجد عقولنا في مكانها، تواجد أرواحنا في مكانها،،، نبحث عّن لحظة وليس يوم من ذلك الزمان،، نحن الآن في وسط ركام على صدرنا نصحو به وننام ،، ومع هذا لم نتعلم ولن نتعلم لأننا المشكلة ولأننا الحل، لو كان الحل عند غيرنا لانتهى هذا الصراع وحل البقاء بنقاء ،،، نحن بخلاء في الحل، نركز في الجزء وننسى الكل، نشتكي من الشتاء وننسى أن بعده ربيع وأزهار …مرت سنين طويلة ونحن ننعم بالرخاء،،، فلم نعطيه حقه لانه لم يشتك ،،، تمادينا وتجرأنا وأجرمنا في حق من أكرمنا ،،. أجرمنا في حق الله وانحرفنا عّن الطريق … عندما يقتل الأب ابنته والشاب حبيبته،، والسارق يستمر في سرقته والكاذب يتفاخر بكذبته وتتابع الحياة سيرها وكأن شيئا لم يحدث!!! الافواه مغلقة !!!! هل تتوقع أن نعيش أصحاء .. نحن مرضى أنفسنا ولن نُشفى إلا اذا اعترفنا لذاتنا دون خجل أننا أضعنا فرصًا لا تعد ولا تحصى كي نكون إنسان … إنسان يتألم لألم أخيه … ويفرح لفرح جاره ،،، ويساعد من أراد مساعدته ولا يحسد غيره ويقتنع بما عنده ويسعى لرزق أسرته،،، ويشكر ربه !!!
نحن المشكلة ونحن الحل!!! وضعنا غريب وباتجاه الأغرب ماضون ،…
هذا العالم يخفي كمية معلومات !
لو كُشفت ونشرت عُرف ما هو آت!
هات ياابن آدام ما عندك هات !
ما مات فينا قد مات !
أضعنا فرص حياة !!!
ولا زلنا نختلف على ما فات !
اختصرنا حياتنا في ممرات!