المهاجرون المغاربة في كتالونيا 2024، تحديات متزايدة وآفاق جديدة.
كتالونيا24.
شهدت كتالونيا خلال عام 2024 تطورات ملحوظة فيما يتعلق بوضع المهاجرين المغاربة، الذين يشكلون جزءًا مهمًا من النسيج الاجتماعي في المنطقة.
أفادت إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء في إسبانيا بارتفاع عدد المهاجرين المغاربة، حيث بلغ عددهم في كتالونيا أكثر من 200 ألف نسمة، مما يجعلهم الجالية الأجنبية الأكبر في المنطقة.
واجهت كتالونيا، كغيرها من المناطق الإسبانية، تحديات متزايدة مع تزايد وصول القاصرين المغاربة غير المصحوبين. في يونيو 2024، سجلت السلطات الإسبانية وجود 14,092 قاصرًا أجنبيًا غير مصحوب، 10,123 منهم من المغرب. تتطلب هذه الزيادة توفير إمكانيات أمنية ومالية، خاصة في الجوانب المتعلقة بتوفير مراكز الإيواء وتسييرها.
في سبتمبر 2024، قام مسؤول بارز من مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج بزيارة إلى برشلونة للوقوف على أوضاع القاصرين المغاربة في مراكز الإيواء، والتعرف على التحديات التي تواجههم، بهدف إعداد دراسة شاملة تُقدم للجهات الوصية لتحسين أوضاعهم، زيارة لم تكن موفقة حسب جل المتتبعين والفاعلين بكتالونيا، لتكون كسابقاتها من المبادرات اليتيمة للمجلس التي لا ترقى لتطلعات الجالية المغربية في جميع أنحاء العالم.
أدخلت إسبانيا تعديلات على قوانين الهجرة، شملت تقليص مدة الإقامة المطلوبة للحصول على تصريح إقامة من ثلاث سنوات إلى سنتين، وتقديم “فرصة ثانية” للمهاجرين الذين لم يتمكنوا من تجديد تصاريح إقامتهم. تهدف هذه الإصلاحات إلى تسهيل اندماج المهاجرين في المجتمع الإسباني، بما في ذلك الجالية المغربية في كتالونيا.
برزت القنصلية المغربية في تراغونا كنموذج يحتذى به في تقديم الخدمات للمهاجرين المغاربة، من خلال تنظيم فعاليات تهدف إلى تسهيل اندماجهم في المجتمع الكتالوني، مثل الإفطار الجماعي في شهر رمضان، بالإضافة إلى مجموعة من المبادرات الميدانية والإجتماعية التي تعمل على تفعيل سياسة القرب في العمل القنصلي من المهاجر المغربي تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .
مع حلول عام 2025، تستمر التحديات والفرص أمام المهاجرين المغاربة في كتالونيا. تتطلب المرحلة المقبلة تعزيز التعاون بين السلطات الإسبانية والمغربية، والمجتمع المدني، لضمان تحسين أوضاع هذه الجالية والمساهمة في اندماجها الكامل في المجتمع الكتالوني.