كتالونيا24.
يعد المغاربة من الجاليات الكبيرة في العديد من البلدان، حيث يتواجدون بأعداد كبيرة في أوروبا بشكل خاص. وبطبيعة الحال، مع حلول فصل الصيف، يعود العديد من المهاجرين المغاربة إلى وطنهم لقضاء عطلتهم الصيفية بين أهلهم وأصدقائهم، مستمتعين بشمس المغرب الدافئة وتراثه الثقافي العريق. إلا أن هذه العودة تحمل في طياتها تجارب مختلفة تتراوح بين الترحيب الحار والتقدير، وبين التمييز والتنمر.
يستقبل العديد من المغاربة المهاجرين العائدين بالترحاب والتقدير. إذ يعتبرونهم سفراء للمغرب في الخارج، يحملون معهم تجارب وثقافات جديدة تسهم في إثراء المجتمع المحلي. يكونون مصدراً مهماً لدعم الاقتصاد من خلال الأموال التي يجلبونها معهم وينفقونها خلال إجازتهم. إضافة إلى ذلك، يساهم المهاجرون في تقديم الدعم المعنوي والمادي لعائلاتهم، وهو ما يعزز الروابط الأسرية والاجتماعية.
المجتمعات القروية تحديدًا تشهد احتفالات ومناسبات خاصة تبرز فيها مظاهر الكرم والضيافة المغربية الأصيلة. يتحول اللقاء مع المهاجرين إلى فرصة لتبادل الأخبار والتجارب، مما يعزز الشعور بالفخر والانتماء الوطني.
على الجانب الآخر، يواجه بعض المهاجرين أشكالاً من التنمر والتمييز. يمكن أن ينبع هذا التنمر من مشاعر الحسد أو الجهل او السخرية لطبيعة بعض التصرفات التي يقومون بها بعض المهاجرين من حيث الهدايا المقدمة او من حيث الاثاث والأواني التي يجلبونها، وكذا نظرة البعض لهم على أن المهاجرين العائدين “متفوقون” اقتصاديًا أو يعيشون حياة أفضل في الخارج. هذه النظرة السلبية قد تتجلى في صور مختلفة مثل السخرية أو الانتقادات غير المبررة.
هناك أيضاً نوع من الفجوة الثقافية التي قد تنشأ بين المهاجرين والمقيمين في المغرب. التغيرات التي يمر بها المهاجرون في بلدان المهجر من حيث اللغة، الأسلوب الحياتي، مما يؤدي إلى سوء الفهم والتوترات الاجتماعية.
من المهم معالجة هذه الظواهر السلبية من خلال تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين جميع أفراد المجتمع. يمكن القيام بذلك عبر حملات توعية تسلط الضوء على الدور الإيجابي الذي يلعبه المهاجرون في دعم الاقتصاد والثقافة المحلية. كما ينبغي تشجيع الحوار المفتوح بين المهاجرين والمقيمين لتعزيز التفاهم وتقليل الفجوة الثقافية.
المدارس ووسائل الإعلام تلعب دوراً محورياً في تغيير التصورات السلبية، من خلال تقديم قصص نجاح المهاجرين ونماذج إيجابية تعكس إسهاماتهم في المجتمع. كذلك، تنظيم فعاليات ثقافية واجتماعية تجمع بين المغاربة المقيمين والمهاجرين يمكن أن تسهم في بناء جسور الثقة والتعاون.
العلاقة بين المغاربة المهاجرين ووطنهم هي علاقة معقدة تتراوح بين الترحيب الحار والتنمر. إن تعزيز الفهم والتعاون بين الطرفين يحتاج إلى جهود مشتركة من قبل الأفراد والمؤسسات. من خلال العمل معًا، يمكننا أن نضمن أن تكون العطلة الصيفية للمهاجر المغربي فرصة للتواصل الإيجابي وتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية التي تعود بالفائدة على الجميع.