لطالما أثار حمل التوائم فضول الناس وتساؤلاتهم حول السرّ وراءه: هل يعود إلى عوامل وراثية مرتبطة بالمرأة، أم أن للرجل دورًا خفيًا في تحديد حدوث الحمل بتوأم؟
في الحقيقة، تشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن المرأة هي العامل الحاسم في حمل التوائم، نظرًا لأن جسمها هو الذي يفرز البويضات. فحدوث التوأم يعتمد أساسًا على نوع الإباضة:
وإذا تمّ إطلاق بويضتين في دورة واحدة وتمّ تخصيبهما كلتاهما، يحدث ما يُعرف بـ“التوأم غير المتطابق”، أي طفلين يختلفان في الشكل والجنس أحيانًا.
وأما “التوأم المتطابق”، فيحدث عندما تنقسم بويضة مخصبة واحدة إلى جنينين، وهو أمر لا يخضع للعوامل الوراثية بل يحدث بشكل عشوائي.
لكن هل يعني ذلك أن الرجل لا علاقة له بالأمر إطلاقًا؟
العلماء يوضحون أن دور الرجل يقتصر على نوع الحيوان المنوي الذي يلقح البويضة، دون أن يكون له تأثير مباشر على احتمال انقسامها أو مضاعفة الإباضة. ومع ذلك، هناك نظريات تربط بين جودة الحيوانات المنوية والهرمونات وبين احتمالية حدوث انقسام البويضة بعد التخصيب، لكنها لا تزال قيد البحث.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسات تشير إلى أن النساء اللواتي ينحدرن من عائلات تضم حالات توائم أكثر عرضة للحمل بتوأم، خاصة في حال وجود تاريخ عائلي من جهة الأم. كما تلعب العمر والوزن والتغذية دورًا إضافيًا، إذ إن النساء فوق الثلاثين أو ذوات البنية القوية أكثر عرضة للإباضة المزدوجة.
وفي النهاية، يظلّ حمل التوائم مزيجًا من الوراثة والعوامل الهرمونية والصدفة، لكن العلم يحسم أن المرأة هي المسؤولة الأولى عن حدوثه، بينما يشارك الرجل فقط في تحديد الصفات الوراثية والجنس لكل جنين.

