حكومة العثماني تعصي تعليمات صاحب الجلالة.
أسامة سعدون/ ألمانيا.
لطالما تفاخرت الحكومات المغربية المتعاقبة ، بالاهتمام المولوي لصاحب الجلالة في عدة مواقف وخطابات ، وافتخار هذه الحكومات، بانجازاتها في ملف مغاربة العالم، ومحاولة مواكبة طموحات الجالية المغربية بالمهجر في تحسين ظروف علاقتها ومصالحها ببلدها الأم “المملكة المغربية” ، لما للجالية من أهمية المساهمة في التنمية الاقتصادية، واعطاء صورة إيجابية عن المغرب والمغاربة في جميع بقاع العالم ، وخاصة في ملف الدفاع عن وحدة الوطن ضد شردمة الانفصاليين ، حيث كان وما يزال دور المجتمع المدني للمغاربة في بلاد المهجر ، دورا هاما وحاسما في التصدي للإنفصاليين واعداء الوحدة الترابية ، كبديل عن هزالة وتدبدب الدور الرسمي لوزارة الخارجية …
لكن جائحة وباء كورونا ، عرت على واقع مرير اتجاه الجالية وعن ضعف عميق وانعدام التصور والبرامج الكفيلة للتعامل بإيجابية مع مستلزمات الوضع الحالي أسوة بباقي دول العالم .
حاليا و في المقابل نجد حكومة ” فخامة” السيد العثماني تتجاهل او تعصي تعليمات صاحب الجلالة الواضحة في خطاباته السابقة ، حيث إذا تفحصنا موقع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية سنجد النص الاتي :
استجابة للتعليمات الملكية السامية:
“تتولى الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة تكاليف ترحيل جثامين المغاربة الفقراء المتوفين في الخارج، انطلاقا من البلد المضيف حتى موطن عائلاتهم في المغرب”.
بعدما أجهزت الحكومة على كل امالها في العودة مؤخرا وبقرارات عبثية فريدة، وبعد ما كان حقا مشروعا مجانية نقل جثامين افراد الجالية خصوصا للمعوزين، أو من تعذر عليه أداء التأمين، تقوم الان الدولة المغربية بتغيير خطابها جدريا وتطلب من الجالية تحمل المصاريف كلها اضافة الى مصاريف تحاليل الجثة وتسثتني مرضى كورونا من الدفن وتفرض شروطا جديدة، ضاربة عرض الحائط بالتزاماتها نحو المهاجرين.
أصبحت الشروط الجديدة لنقل الجثة للدفن في البلد الأصلي:
– أن لا تكون الوفاة بسبب كوفيد 19.
– أن تتكلف الأسر بمصاريف النقل والدفن في حالة غياب التأمين.
– أن يقدم ملف الطلب كاملا من حيث الوثائق.
خطاب جلالة الملك كان واضحا وحكومة العثماني تعبث يوما بعد يوم بأمال الجالية، بعدما عرقلت دخول الأحياء الان تريد عرقلة نقل الأموات. “وصل السيل الزبى”.
هدا وسبق للوزير السابق انس بيرو أن أكد عن مجانية الدفن في تصريح له لجريدة هسبريس قال فيه” أن من أهم البرامج التي تقوم بها وزارته هي التكفل بنقل جثامين المغاربة الذين يقضون نحبهم خارج أرض الوطن.
وأكد الوزير ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن الدولة المغربية تجد نفسها مجبرة على التدخل من أجل نقل جثامين المغاربة الذين يتوفون بدول الاستقبال، خصوصا غير المتوفرين على التأمين، والذين تكون وضعيتهم الاجتماعية ضعيفة، معتبرا أن ذلك يتم عبر تنسيق محكم بين الوزارة والتمثيليات الدبلوماسية.
كذلك نشير انه، منذ فترة الوزير السابق السيد عامر ، تم تقنين مسألة نقل جثامين مغاربة العالم بالمجان ، لكن نتفاجئ حاليا بالتناقض التام مع جميع ما تقدمت به الوزارة سابقا ، حيث تم إقصاء واستثناء في الوقت الراهن ، وبكل وقاحة ومنهجية ، جميع الفئات المتوسطة و الهشة اقتصاديا ، عبر عدة شروط تعجيزية ، كما ذكرنا سالفا، منها مثلا السماح فقط لاصحاب التامين بنقل جثامنهم واقصاءةالباقي …وهنا يكمن الإختلال الرسمي ، بعدما تم سابقا اصلاح عدة نقط جوهرية من بينها ، مسألة نقل جثامين مغاربة العالم بالمجان من طرف الدولة المغربية، مما سمح بمحاربة السماسرة في شكلها التقليدي السابق، لكن وللاسف حكومة السيد العثماني، أبت الا ان تعود بنا الى الوراء والى العصور الحالكة في تدبير ملف الهجرة والمهاجرين . تطبيقا لمقولة ” وعادت حليمة الى عادتها القديمة” …
ان الوضع الحالي لمغاربة العالم علاقة بموضوع السفر ، نقل الجثامين، المصالح الإدارية والاجتماعية …الخ، انما هو عذاب مستمر وتعذيب ممنهج من طرف الحكومة الحالية ، وكذلك رسالة واضحة لأبناء الجالية والاجيال القادمة …حيث جميع ما تحقق من امتيازات ومكتسبات ، مستنبطة من قرارات ملكية سامية وتفعيلها من طرف الحكومات السالفة ، تم الان ضربها عبر الحائط …
إذ استنكرت منظمة اكسيت تراجع الحكومة عن التزاماتها وتطلب من الفرق البرلمانية كلها وقف هذا الهجوم الممنهج على مكتسبات الجالية.
اختم وأقول :
” إذا لم تستحي فافعل ماشئت “