حناجر مغربية لنصرة الوطن من العاصمة الإسبانية مدريد.
أمين والطاهر/إسبانيا.
في بحر الاسبوع الماضي تلقيت اتصالا هاتفيا من احد الاصدقاء أخبرني من خلاله ان مجموعة من المغاربة القاطنين في اسبانيا يعتزمون اقامة تجمع جماهيري وطني في مدينة مدريد نصرة للثوابت الوطنية و تأكيدا للتلاحم بين اطياف الجالية المغربية المقيمة باسبانيا و ان موعد هذا التجمع سيقام في نهاية الاسبوع لضمان حضور جماهري كبير ؛ فاقترح علي صديقي المتصل ان نشد الرحال الى العاصمة للمشاركة في التجمع فاستحسنت الفكرة و تحمست لها غاية الحماس.
استقلنا الحافلة في الساعات الاخيرة من يوم السبت و لم تكد تشرق شمس اليوم الموالي حتى كنا في الموعد زمانا و مكانا في ساحة أمام القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدريد بعد رحلة ملحمية انطلقت من برشلونة في الساعات الاولى من صباح ذلك اليوم رفقة اصدقاء و نشطاء اخرين جاؤوا للغاية ذاتها.
بدا الحشد في التشكل بعد ان التقى الجميع امام مبنى السفارة في شكل حضاري محترمين ضوابط التباعد الصحي الذي فرضته جائحة كورونا و قد اتوا من كل حدب و صوب و شكلوا لوحة تلقائية رائعة عبروا من خلالها عن التلاحم العميق و الترابط الازلي بين المغاربة ووطنهم
لقد امتزجت مشاعري بين الاعتزاز و الانبهار و الحنين الى الوطن و انا ارى ذلك الحشد تزينه الاعلام الوطنية و الامازيغية التي عمت كل مكان وسط الساحة تعبيرا عن عمق الانتماء للوطن و اسمع حناجر المشاركين تنادي لنصرة الوطن و تحذر من المساس بهيبته و وحدته .. حقا كانت مناسبة تأكد لي عمق الاصرة بين المغرب و ابنائه اينما كانوا و حيثما كانوا .. هي علاقة لا ينال منها بعد المسافة ابدا
استمر التجمع لاكثر من ساعتين تخللها رفع شعارات و القاء كلمات و ترديد اناشيد و اهازيج وطنية و انتهت الوقفة بارسال خطابات واضحة الى التيار الانفصالي بان الوطن وحدة واحدة لا يقبل التفتت ابدا و بعد فترة استراحة باحد المطاعم حيث تناولنا وجبة غداء اكتسبنا خلالها العديد من الاطر و الاصدقاء الجدد.
تفرق الجميع و عدت بمعية رفقائي على متن الحافلة ذاتها و نحن نسترجع صور اللحظات الشيقة التي امضيناها خلال التجمع .. كانت حقا رحلة ملحمية مفعمة غذت روح الوطنية في وجداننا.