د عادل بن حمزة: إسبانيا عليها أن تتحل بالواقعية وأن تنظر إلى المغرب نظرة جديدة مختلفة عن النظرة الاستعمارية البائدة.
كتالونيا 7/24.
في زاوية “أش قال الفايس بوك” اخترنا لكم تدوينة للدكتور والصحفي والكاتب عادل بن حمزة بشأن تصريحات رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، بخصوص عزم المغرب فتح نقاش حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين بعد نزاع الصحراء والذي أثار غضب إسبانيا، واستدعاءها سفيرة المملكة المغربية بمدريد كريمة بنيعيش.
قبل تدوينة الدكتور عادل بن حمزة نعرج على تدوينة زعيم حزب فوكس المتطرف أباسكال التي قال فيها أن سبتة ومليلية جزء من إسبانيا قبل أن يوجد المغرب، وستبقى جزء من إسبانيا حتى ولم يبقى وجود للمغرب”، نسي الزعيم الإسباني أن المغرب أقدم وجودا من إسبانيا.
نص التدوينة:
وزارة الخارجية الإسبانية تستدعي سفيرة المغرب في مدريد السيدة كريمة بنيعيش وذلك للاحتجاج على تصريحات رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني في المقابلة التي أجراها مع قناة “الشرق” بخصوص سبتة ومليلية، هذا الأمر يحتاج إلى توضيحات:
اولا: مغربية سبتة ومليلية والجزر الأخرى المحتلة أمر لا يسقط بالتقادم، وعلى إسبانيا أن تتذكر ذلك باستمرار فالحق مغربي لا يسقط بالتقادم،
ثانبا: على إسبانيا أن تقطع مع الإزدواجية في مواقفها هي الدولة التي لها ماضي استعماري غير مشرف كأي حركة استعمارية، فكيف تدعي سيادتها على سبتة ومليلية وتستكثر على المغاربة المطالبة بأراضيهم المحتلة وفي نفس الوقت تطالب هي باستعادة جبل طارق من إنجلترا؟.
ثالثا: لا يحتاج المغرب أدلة فيما يتعلق بمغربية المدينتين وبقائهما في ظل الاحتلال الإسباني يعود بالدرجة الأولى لأخطاء تدبير خروج الإسبان من المنطقة الشمالية واتفاق إنهاء الحماية الاسبانية.
رابعا: لابد من التذكير أن المغرب منذ زمن الراحل الحسن الثاني كان قد مد اليد للسياسيين الإسبان من أجل التفكير في إيجاد حل يحفظ ماء وجه إسبانيا ومصالحها الناشئة بعد احتلالها للمدينتين وذلك على غرار ما تم القيام به بين الصين وبريطانيا في هونكونغ، لكن تلك الأيادي بقيت ممدودة في الفراغ.
خامسا: إسبانيا تعيش عملية تحول معقدة من نظام الثنائية الحزبية إلى نظام الحكومات متعددة الأحزاب وصعود تيارات شعبوية يسارية ويمينية، هذه العملية أفقدت إسبانيا رجال دولة من الوزن الثقيل الذين يعرفون تأثير قدر الجغرافية ويتصرفون بناء على ذلك.
سادسا: مما لا شك فيه أن إسبانيا توالت عليها الصدمات القادمة من المغرب، وهذا الأمر أفاضت فيه الصحافة الإسبانية، من فرض شمول الاتفاقية الفلاحية واتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوربي لمياه الصحراء المغربية علما أن إسبانيا هي المستفيد الأول منها، ثم إعلان المغرب عن تحديد حدوده البحرية في المناطق الجنوبية، فالحصار الاقتصادي لسبتة ومليلية والقضاء على التهريب المعيشي الذي كانت تستفيد منه مافيات اقتصادية في الثغور المحتلة، يضاف إلى ذلك التحولات التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، بداية من ارتفاع عدد القنصليات التي يتم افتتاحها في كل من العيون والداخلية، مرورا بالكيفية الحازمة التي دبرت بها الرباط أزمة الكركرات، و التقارب المغربي الموريتاني ، وصولا إلى الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، دون أن ننسى تأجيل القمة المغربية الإسبانية..هذه كلها وقائع جعلت إسبانيا تحت الصدمة.
إسبانيا عليها أن تتحل بالواقعية وأن تنظر إلى المغرب نظرة جديدة مختلفة عن النظرة الاستعمارية البائدة والاقرار بأن المغرب شريك أساسي لكن دون أن تفقد الذاكرة وتقفز على حقائق التاريخ وأولها أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان محتلتان.