رئيس جمعية مسجد بدر الإسلامية يهدد بجر الموقع للقضاء بخصوص مقالة البق.
كتالونيا24.
في سياق مثير للجدل حول حرية التعبير والمسؤولية الإعلامية، رفضً رئيس الجمعية الإسلامية بدر في مدينة “بتراسة” الواقعة في جهة برشلونة، إجراء استجواب “حوار” صحفي، بخصوص توضيح قضية ومسألة إنتشار البق بالمسجد، بعد أن عبر عن إنزعاجه من المقالة دون نفي ذلك، اللهم التأكيد أن البق الذي تم إكتشافه بالمسجد هو “بق نباتي”، إذ تم إرسال رسالة جوابية تهديدية بالبريد المضمون لموقع كتالونيا24، وإحتراما لقرائنا لم نرغب الدخول مع الرئيس في ما يسميه المغاربة ” شد ليا نقطع لك”، قررنا بعد تقييم الأمر بالموقع إجراء حوار معه لإزالة اللبس على الموضوع، فتم إرسال نص الحوار بالبريد المضمون، دون تلقي أي رد لحد كتابة هذه السطور.
عبر رئيس الجمعية الإسلامية عن إمتعاضه من نشر مقالة في الموضوع، لكن دون أي تكذيب للواقعة، حيث هدد الجريدة باللجوء إلى القضاء على خلفية لمقالة تشير إلى انتشار حشرة البق في المسجد الذي يديره. يأتي هذا بعد أن تم إغلاق المسجد لمدة 24 ساعة بغرض إجراء عمليات التعقيم والتطهير.
رئيس الجمعية لم ينفِ وجود حشرة البق، بل أكّد في رسالة رسمية لكتالونيا24 في شخص مديرها بالبريد المضمون أن هذا النوع من البق هو “بق نباتي” وفقًا لتقرير الشركة المتخصصة التي قامت بعملية التطهير. ورغم أن موقع “كتالونيا24” لم يتلقَى أي توضيح رسمي أو تكذيب من طرف الجمعية، إلا أنه تلقى عدة تهديدات عبر تطبيق الواتساب، إلى جانب الرسالة الرسمية التي تهدد باللجوء إلى القضاء.
تطرح تساؤلات حول مدى حرية الصحافة في الكشف عن المشكلات التي تؤثر على الصحة العامة وسلامة المواطنين، خاصة في المؤسسات التي تلعب دورًا اجتماعيًا ودينيًا هامًا مثل المساجد. من جهة أخرى، يثير تهديد الجمعية باللجوء للقضاء مخاوف حول حرية التعبير وحق الصحفيين في نقل المعلومات، خاصة حينما تتعلق بصحة وسلامة المجتمع.
بالنظر إلى هذه التطورات، يبدو أن الجدل سيستمر في ظل عدم صدور بيان رسمي من الجمعية حول هذه الواقعة، مما يعكس إشكالية تتعلق بحرية الإعلام وحق المجتمع في الاطلاع على المعلومات التي تمس حياته اليومية.
من الواضح أن هناك محاولات لبثّ الصراع والانقسام مع اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد لجمعية بدر الإسلامية، إذ يبدو أن الرئيس الحالي يحاول، في أيامه الأخيرة، افتعال توترات غير مبررة. وقد يُعزى هذا إلى رغبة في التأثير على مسار الانتخابات أو ربما لترك بصمة شخصية على الجمعية قبل مغادرته وهو مقاضاة موقع بسبب خبر لم يستطع تكذيبه.
لم يستطع الرئيس الحالي خلال ولايته تحقيق إنجازات ملموسة تذكر، بل بدت فترة ولايته خالية من المبادرات الفعالة التي من شأنها أن تدعم أهداف الجمعية أو تساهم في تطوير عملها، مما قد يفسر محاولته الآن لافتعال النزاعات مع جهات أخرى، من بينها موقع كتالونيا24. من المؤسف أن يتم استنزاف الجهود والطاقة في هذه الصراعات الشخصية بدلاً من توجيهها نحو تطوير الجمعية وخدمة أفراد الجالية.
على الجمعية وأعضائها الوقوف بحزم ضد أي محاولة لخلق انقسامات تؤثر سلباً على وحدتها ورسالتها، إذ يجب أن يكون الهدف الأساسي هو بناء مستقبل أفضل للجمعية وأعضائها، بعيداً عن المصالح الشخصية أو الأجندات الفردية.