روح المواطنة المغربية فوزية عند الله تحتسب من الشهداء.
نعم إنها الحقيقة يا سادة.
هاجرت من أجل البحث عن مستقبل حياتها، فأعطت لوقتها كل ما لديها من أجل بناء مستقبل، وهي فخورة بوطنيتها.
أنجبت طفلين خارج ارض الوطن، فارأدت منهم من جيل المستقبل بين الوطن، والوطن الذي ولدنا فيه.
توفي الزوج وبقي الأبناء أيتام. عانت المرحومة عبئ التربية والمسؤولية.
مرت اربع سنوات من موت زوجها، أربع شهور وهي تعاني من مرض معدي، دخلت في غيبوبة…
معانات الأم التي أرادت، فكان القدر حليفها.
ماتت فوزية ولا عائلة، لا اخ، ولا أم، ولا أب، ولا شيء يذكر.
آه يانفس..! مهاجر هاجر من أجل هدف فيصبح مستهدفا..!
الكل يحمل همّ المرحبا وأهلا وسهلا بكم ونحن وأولادكم هويتنا واحدة.
كلام فارغ هذا الذي نسمعه، وكأننا في عصر الظلمات الذي جعل ذاك المهاجر يهاجر.. لولا الهجرة لكان الواقع فيك يا وطني أسود، والظلام يغلب فوق سمائك.
المغاربة و الهجرة المهجورة رغما عنهم..
هاجروك وهم أحياء وهاجروك وهم اموات..
بأي حق تتحدثون أيها المبعثرون في الكلام بالقيل والقال، وذاك البهلوان والمهرج والمخرج وكأنه يقدم عرضا مسرحيا.
مهرجانات و حفلات، وهويتي ووطنيتي تلك الكلمة التي يبحث عنه كل مهاجر حر، الوطنية..!؟
أي وطنية تتحدثون وعن اي هوية تنبحون..؟ وكانكم كلاب تنبح وهي تطارد لكنها مربوطة بالسلاسل فوق العنق.
تسير على أوامر أسيادها وتأكل الشظايا المتبقية من مأكولاته.
حالة وفاة في فعل كان..هي تلك المهاجرة فوزية التي نسيها الوطن والمسؤولين عنه داخل مربع القنصلية المغربية ببرشلونة.
أليس من حق أي مواطن مغربي ان يتمتع بالحقوق!
نسيت ان أتحدث عن المستحيلات في عالم الأحياء وكيف لي أن أطالب بحقوق الموتى.
لك الله يا مهاجر
لك الله يا وطني
لك الله يا فوزية
ولكم العذاب يا مسؤولين.