كتالونيا24.
في مشهد أثار الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، اختتمت شبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار مؤتمرها بأجواء احتفالية، حيث ظهر أعضاء الشبيبة، يتقدمهم الكاتب العام للشبيبة، يرقصون على أنغام أغنية شعبية معروفة بعنوان “مهبول وانا غادي في لوطوروت”. وقد اعتبر البعض هذا المشهد انعكاسًا لتحول بعض الأحزاب المغربية من مؤسسات سياسية تُعرف بالجدية في مواقفها إلى جماعات تعتمد على استعراضات استعراضية أكثر منها سياسية.
الانتقادات التي وُجّهت إلى هذا السلوك تعكس قلقًا واسعًا حول مستقبل الشبيبات الحزبية في المغرب، ودورها في تأهيل قيادات الغد. فبدلًا من أن تكون هذه الشبيبات مدارس للتكوين السياسي الجاد وتحضير القادة لمواجهة التحديات الكبرى التي تعيشها البلاد، يبدو أنها أصبحت تعتمد على أجواء احتفالية لا تعكس مستوى الرهانات المطروحة.
يتساءل الكثيرون عن أين نحن اليوم من الزمن الذي كانت فيه الشبيبات الحزبية مراكز تكوين فعلي لزعماء المستقبل؟ في حقبة معينة، كان لشبيبات الأحزاب دور هام في الحياة السياسية المغربية، ولنا في تجربة الاتحاد الاشتراكي وغيره من أحزاب اليسار أنذاك مثال حي. فقد كان الحزب يخرّج قيادات مثل محمد الساسي ومحمد خفّيظ الذي رفض مقعد برلماني زوره له ادريس البصري رفقة 14 إتحاديا في الإنتخابات البرلمانية لسنة 1997، شباب كانوا جزءًا من حركة فكرية وسياسية قوية تربط بين الشبيبات الحزبية ومؤسسات الدولة.
يبدو أن الفرق اليوم بين الماضي والحاضر يكمن في الفلسفة التي تبنتها بعض الأحزاب. ففي زمن الساسي ورفاقه، كانت الشبيبات الحزبية منابر لنشر الفكر السياسي وتطوير خطط استراتيجية تصب في مصلحة الوطن والمواطن، بينما اليوم، وللأسف، يبدو أن بعض الشبيبات قد تخلت عن هذا الدور الجاد لتستبدله بالترفيه والاستعراضات الس
طحية.