قاصر مغربي يعيش تحت هول الصدمة ببرشلونة، بعد ترحيل جثة بطل المغرب في الكيك بوكسينغ.
أحمد العمري/ كتالونيا247. وصلت آخر جثة من الشباب المغربي الذين ماتوا غرقا بشواطئ قادس بإسبانيا، يومه الثلاثاء لمستودع الأموات بسلا. و هي للبطل المغربي ثلاث مرات في رياضة الكيك بوكسينغ أيوب مبروك. عمر اسم مستعار لشاب شاءت الأقدار أن يكون من بين الناجين من حادثة قادس، التي لا زال لم يتمكن بعد التخلص من كابوس الغرق الذي راح ضحيته ما يزيد على عشرين ضحية. يقول “عمر” فكرة الهجرة أصبحت تراودني السنة الماضية، لم أكن قد غادرت الدراسة بعد، إذ كانت العطلة الصيفية، لكن للأسف لم نكن نعيشها كأطفال من “الواد” ” وهو حي صفيحي” بمدينة سلا”، كباقي التلاميذ والأطفال. وأضاف كنت أملك دراجة نارية فقمت ببيعها بمليون سنتيم، بعدها تعرفت على شخص دلني على ” حراك”، منحته المليون سنتيم مقابل الوصول لإسبانيا، عشنا ثلاث محاولات انطلاقا من أبي رقراق، تمكنا من الإنطلاق في المرة الثالثة بقارب خشبي مزود بمحرك، على متنه ما يزيد على أربعين شخص، كانت الأمور عادية إلى حين الإقتراب من الشواطئ الإسبانية، تغير كل شئ، أمواج لا يمكن تصور ارتفاعها، عشنا الموت ولا يمكن أن أقول أنه الرعب فقط، استمرت حالة البحر السيئة لساعات، إلا أن إصطدم القارب بصخرة فانشق إلى اثنين. استمر ” عمر” يحكي لكتالونيا 247 قصة الرحلة التي انقلب خلالها قارب المهاجرين السريين المغاربة في السواحل الإسبانية، والتي عرفت بفاجعة “لوس كانوس”، أول ما قمت به هو الغطس تحت الماء، لأقوم بخلع الحذاء والملابس حتى لا تعيقني في السباحة، حاولت السباحة مع تيار الأمواج لمدة تزيد على الساعة، وبعد ألقت بي خارجا بقيت مغما علي ولم أستفق من هول الصدمة سوى وأنا بمركز الإسعاف بقاديس. “رشيد” اسم مستعار، يختلف كثيرا عن حالة عمر، إذ ما استتنجناه من حديثنا معه، أنه لا يعيش صدمة ظاهرة كحالة صديقه وإبن الحي، قضى ما يزيد على ساعة من السباحة هو الآخر بعد اصطدام القارب الذي كان يقلهم بالصخرة. يحكي رشيد في هدوء تام أن ” الحراق” ابن الحي، اتفق معنا على يوم الرحلة بعد أن جمعنا كلنا بمنزل أحد أصدقائه، لننطلق من “الواد” في سيارة للنقل كبيرة الحجم، تم ضبطنا من طرف دورية الصقور ” عناصر الشرطة” بالدراجات النارية، إذ تمكن “الحراق” من تسوية الأمر معهم، لنعاود مرتين فكانت الثالثة هي التي إنطلقلت فيها الرحلة المشؤومة والتي نجيت فيها بشكل لم أتمكن من إستيعابه لحد الساعة، وقد تم نقلنا من الحي إلى قنطرة أبي رقراق نقطة انطلاق الرحلة ، بواسطة دراجات نارية خاصة. يتذكر رشيد وعمر كيف كانا يعاينان وهما يصارعان الأمواج أكثر من ضحية يغرق وهو يرفع سبابته كإشارة لإعلان الشهادتين. وكانت وسائل إعلام إسبانية سبقت أن نشرت صورا للضحايا، ما مكن عائلات “الحراكة” من التعرف على جثث أبنائها. هذا وقد نشر ”اليوم 24″ وفق مصادرها، أن السلطات الإسبانية قامت بترحيل جثة البطل المغربي في رياضة الكيك بوكسينغ، أيوب مبروك إلى جانب جثة مهاجر سري آخر قضى في الرحلة ذاتها. يستمرا عمر ورشيد في رحلتهما بأحد مراكز إيواء القاصرين بجهة برشلونة بحثا عن مستقبل لم يضمن لهما في بلد أصبح همه تسليط الضوء على عطلة وسفرية يتيم وماء العينين، وقضية مثلي مراكش، بدل البحث عن أسباب ودوافع قتل وهروب الشباب والقاصرين للضفة الأخرى، وهم أمل ومستقبل دول وبلدان تحترم شعبها. صورة البطل أيوب مبروك من صفحة سيدي موسى 100. ]]>