كم من نقطة نظام نحتاج في كتالونيا؟

أحمد العمري – برشلونة.
في كتالونيا، حيث تتداخل الهويات، وتتنوع المبادرات، وتتشكل المشاهد الجمعوية والإعلامية، يبدو أننا في حاجة ملحة إلى “نقطة نظام”… بل إلى أكثر من ذلك.
نقطة نظام لأولئك الذين تسللوا إلى الواجهة وهم لا يحملون من الشهادات إلا العناوين الفارغة، وماسترات “قليش” لا تسمن ولا تغني من فكر أو معرفة.
نقطة نظام لأصحاب “الشكارات” الذين حوّلوا المال إلى وسيلة للتموقع والهيمنة، فجمعوا حولهم أبواقًا لا تنطق إلا بما يخدم مصالحهم، وادّعوا التحدث باسم الجالية وهم أبعد ما يكونون عن همومها الحقيقية.
نقطة نظام لمن لا يفرق بين جلسة دردشة في مقهى وحوار مسؤول مع فاعل مدني أو زعيم سياسي، حيث غابت المعايير المهنية، وضاعت الحدود بين العبث والجد.
نقطة نظام لإعلام محلي اختُطف في بعض جوانبه، فصار مجرد آلة لتوثيق الحفلات والولائم والسهرات، بدل أن يكون سلطة رابعة تراقب، تفضح، وتحلل.
نقطة نظام لمن يرى في النجاح مجرد ظهور على فيسبوك، أو صورة بجانب مسؤول، أو فيديو في بث مباشر، لا مشروع ولا أثر… يرى النجاح فقط في مظهره و”وهجه المصطنع”، لا في فكره ولا أثره.
إننا نعيش حالة من الفوضى الرمزية، حيث تُفرغ الرموز من دلالاتها، وتُختزل الجهود في اللافتات، ويُقاس التأثير بعدد الإعجابات وليس بعمق الأثر في الواقع.
نحن لا ندعو إلى الإقصاء، بل إلى الحد الأدنى من الصدق والمسؤولية والنزاهة.
لا نطلب المعجزات، فقط نطالب بشيء من الحياء…
نعم، كونوا تحشموا… وشدوا الصف!