متى يتم التركيز بشكل أكبر على الجاهزية والتنافسية في إختيارات مدرب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم.
كتالونيا24
في عالم كرة القدم، يعتبر تجديد دماء المنتخب الوطني ودمج الشباب في الفريق الأول عنصرًا أساسيًا لضمان استمرارية النجاح. المنتخب الإسباني، في السنوات الأخيرة، اتبع سياسة واضحة تحت قيادة المدربين مثل لويس إنريكي، حيث اعتمد بشكل كبير على اللاعبين الشباب، معتمدًا على جاهزيتهم وتنافسيتهم مع أنديتهم. ومن أبرز القرارات التي أثارت الجدل كان استبعاد سيرجيو راموس، أسطورة الدفاع الإسبانية، من قائمة المنتخب .كأس العالم الأخير، رغم الانتقادات التي واجهها إنريكي، إلا أن هذا القرار كان يعكس فلسفة تعتمد على المستقبل والقدرة الحالية للاعبين، وليس على الأسماء الكبيرة فقط.
المدرب الحالي للمنتخب الإسباني لافوينتي Luis de la Fuente Castillo استمر في هذا النهج، مما ساهم في بناء فريق قادر على المنافسة بقوة على الساحة الدولية مع مواهب شابة تثبت نفسها في البطولات الكبرى اخرها الفوز بكأس أمم أوروبا لكرة القدم للعام 2024 التي استضافتها ألمانيا بعد فوزها في النهائي على إنجلترا بهدفين مقابل هدف واحد.
في المقابل، نجد أن وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، يتبع نهجًا مختلفًا يعتمد فيه على دعم اللاعبين الذين مروا بتجارب صعبة بفقدان التنافسية والرسمية بفرقهم، أو تعرضوا لانتقادات سابقة، مثل حكيم زياش، الذي عاد إلى المنتخب وقدم أداءً رائعًا في كأس العالم 2022 بقطر. هذا النهج يعتمد على دعم اللاعبين نفسيًا وتوفير الحنان والتقدير لهم، وهو ما قد يكون قد أثمر في حالة زياش والعديد من اللاعبين الآخرين.
ومع ذلك، يطرح بعض النقاد تساؤلات حول مدى استدامة هذا النهج، خاصةً في ظل وجود العديد من اللاعبين الشباب الواعدين الذين ينتظرون فرصتهم لإثبات أنفسهم في الفريق الأول. فالتعلق المفرط بالعاطفة قد يؤدي إلى إغفال بعض المواهب التي تستحق الفرصة.
في النهاية، التساؤل الرئيسي الذي يطرحه العديد من المتابعين هو: متى يتخلى المنتخب عن سياسة “باك صاحبي”؟ أي متى يتم التركيز بشكل أكبر على الجاهزية والتنافسية، بغض النظر عن العلاقات الشخصية أو التاريخ السابق للاعبين مع المنتخب؟ يبدو أن الإجابة تكمن في إيجاد توازن بين الدعم النفسي والعاطفي للاعبين من جهة، ومنح الفرصة للمواهب الشابة من جهة أخرى.