أحمد العمري/ جهة برشلونة.
يقوم مسؤول بارز في مجلس الجالية المغربية بزيارة رسمية إلى مدينة برشلونة الإسبانية يومي 16 و 17 شتنبر 2024، بهدف عقد لقاءات مع ممثلي بعض مراكز إيواء القاصرين المغاربة المتواجدين في المدينة. جاءت هذه الزيارة في إطار الوقوف على الأوضاع المعيشية والاجتماعية التي يمر بها هؤلاء القاصرون، والتعرف عن كثب على التحديات التي تواجههم، بالإضافة إلى محاولة فهم الإكراهات التي تعترض طريق تحسين أوضاعهم حسب مصدر مقرب.
ورغم أهمية هذه الزيارة، تمر دون أي تغطية إعلامية من وسائل الإعلام المغربية، ولم يتم التواصل مع الصحفيين أو إبلاغهم بالأنشطة التي يقوم بها المسؤول. وقد علم بها البعض فقط من خلال الصدفة، مثل العاملين الاجتماعيين الذين تم إشراكهم في تسهيل بعض اللقاءات أو الإجابة على استفسارات المسؤول.
ومن المفارقات الغريبة التي أثارت الانتباه أن الزيارة تزامنت مع تاريخ 16 سبتمبر 2024، أي بعد يوم واحد من موجة هروب جماعي للقاصرين المغاربة من المغرب، وهو الأمر الذي تحول إلى وصمة عار تلقي بظلالها على المسؤولين المغاربة، خاصة في ظل غياب الحلول الناجعة لهذه الظاهرة المقلقة.
زيارة مسؤول مجلس الجالية جاءت ضمن نطاق جمع المعلومات وإعداد دراسة شاملة سيتم تقديمها للجهات الوصية من أجل بحث سبل تحسين أوضاع القاصرين المغاربة في الخارج، والتعامل مع التحديات التي تواجههم. يبقى الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو تقديم تصور أكثر وضوحًا عن المشاكل التي يعيشها هؤلاء الأطفال وتقديم الحلول الممكنة للجهات المسؤولة حسب نفس المصدر.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الجالية المغربية بالخارج هو مؤسسة تأسست بموجب الدستور المغربي عام 2007، بهدف تعزيز الروابط بين الجالية المغربية المقيمة بالخارج ووطنهم الأم، والمساهمة في الدفاع عن حقوقهم ورعاية مصالحهم. يُعَدّ المجلس جهة استشارية تقدم المشورة للسلطات المغربية حول القضايا المتعلقة بالجالية وتعمل على تمثيلهم في العديد من الملفات الوطنية والدولية.
يتعرض مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج (CCME) لعدة انتقادات على مر السنوات، خاصة فيما يتعلق بأدائه ووظيفته في تمثيل مصالح الجالية المغربية بالخارج.
بسبب نقص الشفافية والمحاسبة: هناك شكاوى حول ضعف الشفافية في عمل المجلس وعدم وجود تقارير دورية واضحة حول أنشطته، بالإضافة إلى غياب محاسبة قوية لأعضائه.
كما تنتقد بعض الأصوات المجلس لكونه لا يمثل جميع فئات الجالية المغربية بالخارج بشكل كافٍ، حيث يعتقد البعض أن المجلس يركز على فئات معينة ولا يعكس التنوع الحقيقي للجالية، ويتهم البعض المجلس بأنه لم يقدم نتائج ملموسة تساهم بشكل فعلي في تحسين أوضاع المغاربة المقيمين بالخارج أو تسهيل ربطهم بالمغرب على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي.
كما يشير بعض النقاد إلى أن هناك مصالح سياسية وشخصية تؤثر في عمل المجلس وتقلل من استقلاليته في الدفاع عن حقوق ومصالح الجالية.
كل مرة ترفع أصوات تطالب برحيل الكاتب العام، فهي تأتي غالباً في سياق هذه الانتقادات، حيث يطالب البعض بإصلاح جذري داخل المجلس، بما في ذلك تغيير القيادات التي يعتبرونها مسؤولة عن الوضع الحالي.