هل للجالية المغربية موقف واضح مما يقع بكتالونيا؟
تعيش كتالونيا اليوم على إيقاع إضراب عام دعت إليه نقابات Intersindical-CSC و IAC للاحتجاج على الحكم الذي صدر في حق الزعماء والقادة السياسيين والمدنيين بتهمة التحريض والفساد باستعمال أموال عمومية في الإستفتاء الأخير الذي دعت له حكومة بوبجديمون الهارب والمقيم ببلجيكا بعد الإعلان عن الجمهورية الكتلانية من جانب واحد.
وتعرف برشلونة خاصة منذ ثلاث أيام احتجاجات غاضبة، شغب وفوضى ومواجهات مع الشرطة الإقليمية “موسوس دي اسكوادرا” مدعومة بالشرطة الوطنية والمحلية، لحد ليلة أمس لا تستطيع أجهزة الأمن منع سيناريو أعمال الشغب والفوضى الذي يتكرر كل ليلة.
الأحداث التي تعيش على ايقاعها كل ليلة العاصمة الكتلانية احتجاجا على الأحكام القاسية تقودها مجموعات من لجن الدفاع عن الجمهورية CDR، والتي سبق للشرطة أن اعتقلت ثلاث عناصر منها قبل صدور الأحكام القضائية، متابعين حاليا بتهمة الإعداد لأعمال إرهابية بكتالونيا.
كل هذا الزخم من الأحداث كان من المفروض أن نجد له هنا وهناك على الأقل موقف أو مواقف واضحة لبعض الفعاليات المدنية أو السياسية المغربية، بإعتبارها تشكل حاليا رقم مهم بالمنطقة ومؤثر أيضا في بعض المواقع خاصة الدينية منها، لكن للأسف لا نجد لها ذلك وبشكل واضح حول ما تدعو له التنظيمات السياسية والمدنية في موضوع إستقلال الجهة أو بخصوص الأحكام الصادرة وما ترتب عليها من آثار هنا وهناك، وإن كان هناك شبه إجماع حول رفض كل أشكال العنف والتخريب مهما كانت أسبابه أو مبرراته.
شخصيا لست من المؤيدين لإستقلال كتالونيا كيفما كانت الأسباب والمبررات، لأنني مقتنع أن المرحلة مرحلة التكتلات بين الجهات والدول وليس تفريقها إلى دويلات ومجموعات بمبررات إثنية أو ثقافية أو سياسية أو غيرها، لكن هذا لا يعني منع الكتلان التعبير عن مواقفهم بشكل سلمي وحضاري.
أما بخصوص الأحكام القضائية لا يمكن لأي ديموقراطي القبول بها، ليس تشكيكا في السلطة القضائية بل لأن الحل كان يمكن أن يكون سياسيا، وما الحال الذي تعيشه كتالونيا سوى نتيجة حتمية للتدبير السئ والخاطئ للقضية من طرف الزعماء السياسيين خاصة كيف دبر الزعيم السابق للحزب الشعبي ماريانو راخوي رفقة زعيم حزب التوافق والوحدة أنذاك ” convergencia ” أرتور ماس القضية التي تطورت لتصل لما هي عليه الآن بفعل مزايدات سياسية بين برشلونة ومدريد.
هل توجد فعلا فعاليات مدنية وسياسية مغربية او من أصول مغربية بكتالونيا قادرة على بلورة موقف أو مواقف واضحة مما يدور حولها من أحداث سواء كانت ذات طابع سياسي أو مدني، ولو بالتأكيد على الأقل على ان موضوع كتالونيا شأن داخلي بين الحكومة المركزية بمدريد والجهة، لماذا اختارت الجالية المغربية بالجهة الصمت، مجموعة من الاسئلة تعيد لطرح مسألة موضوع الإندماج في النسيج المجتمعي للمهاجر المغربي في بلد الإقامة على كل المستويات السياسية والثقافية والإجتماعية..