وقفة تضامنية مع العالقين في المغرب ببرشلونة، لإنهاء معاناتهم الإنسانية.
كتالونيا7/24 – أحمد بن ديهية.
نظمت جمعية أصدقاء الشعب المغربي (ITRAN) التي يترأسها العلمي السوسي ونشطاء اجتماعيون،منتصف نهار يوم أمس الجمعة 5 يونيو، وقفة تضامنية مع العالقين في المغرب والحاملين للجنسية الإسبانية من أصل مغربي والحاصلين على بطاقة الإقامة على التراب الإسباني.أمام مندوبية الحكومة الإسبانية بالعاصمة الكطلانية.
الوقفة جائت من أجل إنهاء الحصار المضروب على العالقين وإنهاء مأساتهم الإنسانية بالمغرب والتي عمرت لأكثر من ثلاثة شهور، وكذلك للتنديد بالحيف والتمييز الذي طالهم، معتبرين ذلك عنصرية مؤسستية.كما جاء في بيان الوقفة الذي تم تقديمه إلى مندوب الحكومة الإسبانية من طرف غشوة لعصب، ناشطة اجتماعية ومنسقة المجموعة التي أشرفت على الوقفة التضامنية، وسليمان البقالي ناشط سياسي.
البيان ابتدأ متسائلا عن الوضعية المأساوية للعالقين قائلا:” كم من الناس يجب أن يفقدوا حياتهم حتى يمكن نقلهم دفعة واحدة وبكل الوسائل الكافية… “ لإعادة أكثر من 6000 شخص ما زالوا عالقين في المغرب منذ 13 من شهر مارس الماضي؟
وأضاف البيان، منذ إغلاق الحدود بين المغرب وإسبانيا لمنع انتشار فيروس كورونا Covid-19 ، والذي حدث دون أي إشعار أو اتصال رسمي. وحتى الآن لم يكن هناك سوى رحلات لطائرتين ، تم نعتها
ب”رحلات العار” و 4 سفن “سخيفة” وغير كافية لما مجموعه أكثر من 10000 شخص، لايبعدون سوى بمسافة 14 كيلومتر فقط، تربط بين البلدين.
.
كما ذكر بأنه يوم 03 أبريل 2020 ، أرسلت الحكومة الإسبانية طائرة لإعادة الأسبان فقط من
“سلالة نقية” عالقة في المغرب ، والتخلص من الإسبان من أصل مغربي والحاصلين على بطاقة الإقامة ، الذين لسوء الحظ لم يتمكنوا من الصعود على متن الطائرة يوم 7 مايو، وتركوا على الأرض دون الأخذ بعين الاعتبار معايير الأولوية والحالات الإستعجالية، كما ذكرت السفارة والقنصليات الإسبانية.
“كان على بعض الإسبان من أصل إسباني الاختيار بين البقاء مع أطفالهم في المغرب، أو العودة
إلى إسبانيا لوحدهم ، لمجرد أن شريكهم أو والدهم أو أمهم ليسوا من أصل إسباني”..وهذا رغم أن فيروس كورونا لا يفرق بين الأشخاص أو الأجناس والشعوب ، مع ذلك ، سواء فعلت الحكومات ذلك أم لا. ولتعريف هذه المعضلة التمييزية بوضوح ، ليس لدينا خيار سوى التفكير في ذلك كمواقف… والخطوات التي اتخذتها الحكومة الإسبانية ، هي التي تبقي التغيير الاجتماعي راكدا، وتخلق نموذجا لمجتمع منقسم وضعيف.يضيف البيان.
” من ناحية أخرى ، في 22 و 28 مايو ، كان من الممكن أخيرًا أن تغادر سفينتان من طنجة المتوسط إلى مالقة ، هذه المعابر التي احتفلت بها القنصليات والسفارة كأنه نجاح كبير ،
مع العلم أنه مجرد عار آخر ، لأن السعة الإجمالية لكل باخرة لا تصل إلى800 راكب. ومن المقرر أن يعبر اثنان آخران من المعابر البحرية يومي 3 و 4 يونيو … “موضحا تفاصيل عمليات ترحيل العالقين التي تم مواكبتها من طرف جمعية العلمي السوسي.
.
يؤسفنا أن نذكركم أنه في هذه الأشهر الثلاثة من المعاناة والحزن ، كما لو كانت من زمن الحرب ،
عرفت سوء إدارة الملف.. لقد تركت العديد من المآسي بين صفوف العالقين : وفاة إثنين،إجهاض امرأتين ، وولادات مبكرة ، وأطفال مرضى وغير ملقحين ، وكثير من كبار السن يعانون من
أمراض مزمنة، وانفصال آلاف الأمهات والآباء عن أطفالهم وبعيدين عن منازلهم.واصفا المعانات الإنسانية.
ويتسائل: لماذا الكثير من المعاناة؟ ونحن لانطلب فقط سوى المزيد من البواخر لمسافة لاتزيد عنة14 كم؟ ويضيف بأن هناك الكثير من الناس غارقون في هذا الألم ، ويتساءلون لماذا لا يريدون إنهاء هذه الدراما؟ وهل إدارة الملف كانت ستتم بنفس الطريقة لو كان العالقون من عائلات وأصدقاء
السياسيين(الإسبان) . لسوء الحظ ، من الواضح أن الجواب لا.
و بعد كل هذا ، ومع مراعاة كيفية تطور هذه الأحداث ، من المؤسف أن نقول: أن إدارة وعلاج ملف العالقين تركزت بوضوح على العنصرية المؤسسية.. ولا تجلب للمجتمع سوى درجة عالية من الفصل العنصري ، وانعدام التسامح والتعدد الثقافي والممارسات المصممة لرفض المعاملة المتساوية مثل تلك التي تم إثباتها طوال هذه الأزمة. يؤكد البيان.
نذكر بأنه بعد نهاية الوقفة تم قراءة سورة الفاتحة، ترحما على روح المجاهد عبد الرحمن اليوسفي، الوزير الأول الأسبق، وزعيم الإشتراكيين المغاربة، والذي تزامن مع قرائة الفاتحة بكامل التراب المغربي، يوم الجمعة ترحما على روح فقيد المغرب.