إسبانيا تتجه لحظر دخول الذخيرة الإسرائيلية لتفادي دفع 6 ملايين يورو بعد فسخ العقد.
كتالونيا24.
في خطوة تعكس الموقف الحازم الذي تتبناه حكومة بيدرو سانشيث تجاه الحرب في غزة، قررت إسبانيا منع دخول شحنة من الذخيرة الإسرائيلية إلى أراضيها، رغم وجود عقد شراء رسمي سبق التوقيع عليه. وتهدف هذه الخطوة إلى تفادي الالتزام بدفع حوالي 6 ملايين يورو، وهي قيمة العقد الذي قررت الحكومة إلغاءه في سياق مراجعة شاملة لصادرات وواردات السلاح المتصلة بإسرائيل.
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، فإن الأمر يتعلق بصفقة ذخيرة من طراز “عيار 5.56 ملم”، كانت مخصصة لقوات الأمن الإسبانية، وقد تم التعاقد بشأنها مع مصنع أسلحة إسرائيلي قبل أشهر، قبل أن تتغير المواقف السياسية عقب تصاعد الهجمات على غزة وسقوط آلاف القتلى المدنيين.
وقد أكدت مصادر حكومية أن وزارة الخارجية ووزارة الصناعة تعملان بشكل مشترك لتفعيل قرار الحظر، ومنع الشحنة من دخول البلاد عبر الموانئ الإسبانية، في مسعى قانوني لتبرير فسخ العقد وعدم دفع التعويض للطرف الإسرائيلي.
وقالت وزيرة التجارة، ماريا رييس ماروتو، في تصريح خاص نقلته صحيفة El País:
“لا يمكن لإسبانيا أن تستمر في علاقات توريد عسكرية مع أطراف متورطة في انتهاكات واضحة للقانون الدولي الإنساني. نحن ملتزمون بعدم توريد أو استيراد أي مادة تتعارض مع هذا المبدأ.”
وتأتي هذه الخطوة بعد تزايد الضغوط السياسية والشعبية في إسبانيا لوقف أي تعاون عسكري أو صناعي مع إسرائيل، في ظل الاتهامات الدولية الموجهة للجيش الإسرائيلي بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في قطاع غزة.
ويرى المحلل السياسي الإسباني، أليخاندرو مارتينيز، أن هذه الخطوة “تؤكد سعي حكومة سانشيث للانسجام بين خطابها السياسي وممارساتها الاقتصادية”، لكنه يضيف أن “المواجهة القانونية مع شركة إسرائيلية مصدرة للسلاح قد تفتح بابًا لصراعات دبلوماسية وتجارية أوسع، خاصة إذا تدخلت تل أبيب بشكل رسمي.”
وكانت الحكومة الإسبانية قد أعلنت في فبراير الماضي تعليق تصدير الأسلحة لإسرائيل، لكنها لم توضح حينها موقفها من العقود السابقة أو الجارية، ما فتح المجال أمام جدل قانوني حول التزامات الدولة تجاه تلك الاتفاقيات.
الآن، يبدو أن مدريد اختارت التصعيد السياسي، ولو بثمن الخوض في نزاع قانوني محتمل مع شركات التصنيع العسكري الإسرائيلية، وذلك في سياق محاولة الانسجام مع خطابها الدبلوماسي الداعي إلى وقف إطلاق النار ودعم الشعب الفلسطيني.