إسبانيا على موعد مع أول موجة حر هذا الصيف: يونيو يسدل الستار على وقع درجات حرارة قياسية.

كتالونيا24 – برشلونة.
أعلنت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (AEMET) عن إطلاق أول تحذير رسمي من موجة حر هذا العام، تمتد من يوم السبت إلى غاية الثلاثاء، في ظل استمرار الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة في مختلف مناطق البلاد، خاصة في شرق وجنوب إسبانيا.
ويأتي هذا التحذير في ختام شهر يونيو الذي سجل أعلى معدلات حرارة منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في البلاد، ما يعزز القلق من دخول إسبانيا في حلقة مفرغة من الظواهر المناخية المتطرفة، مع تصاعد التأثيرات الناجمة عن التغير المناخي.
تشير توقعات الأرصاد إلى أن درجات الحرارة ستتجاوز 40 درجة مئوية في عدد من المقاطعات، وسط دعوات للابتعاد عن الأنشطة في الهواء الطلق خلال ساعات الذروة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي ضربات الشمس والجفاف، خاصة في صفوف المسنين والأطفال.
ويشمل التحذير أغلب جهات البلاد، من بينها كتالونيا، الأندلس، مدريد، إكستريمادورا، وأراغون. وأفادت AEMET بأن هذه الموجة تأتي في وقت أبكر من المعتاد، وقد تكون مؤشراً على صيف طويل وشديد الحرارة.
ولا تقتصر آثار درجات الحرارة القياسية على اليابسة فقط، بل امتدت إلى البحر، حيث تسجل مياه البحر الأبيض المتوسط بدورها درجات حرارة غير معتادة، ما يهدد الحياة البحرية والتوازن البيئي في المنطقة.
وقد وصف خبراء البيئة هذا العام بـ”المدمر بيئيًا” بالنسبة للمتوسط، حيث تم رصد نفوق أعداد متزايدة من الكائنات البحرية وتراجع ملحوظ في التنوع البيولوجي، مما يعكس هشاشة النظم البيئية أمام الاحتباس الحراري.
يتفق الخبراء على أن موجات الحر لم تعد ظواهر استثنائية، بل باتت سمة متكررة لصيف إسبانيا، في ظل تراجع نسب الأمطار، وارتفاع حرارة البحار، وتزايد أيام الجفاف.
وتدعو منظمات بيئية إلى تعزيز السياسات العمومية للتأقلم مع المناخ الجديد، خاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية، وتحسين إدارة الموارد المائية، وحماية الفئات الأكثر هشاشة.
وفي ظل هذه التطورات، يُطرح السؤال بإلحاح: هل لا يزال بالإمكان الحد من الانزلاق نحو سيناريوهات مناخية أكثر قسوة؟ أم أن ما نعيشه اليوم ليس إلا بداية صيف حارق وواقع بيئي أكثر تقلبًا؟