أحمد العمري – برشلونة.
من واجبنا، كمنبر إعلامي يتابع نبض الجالية المغربية في كتالونيا، أن نسلط الضوء على بعض الممارسات التي تسيء إلى صورة مغاربة العالم، وتنتقص من كرامتهم وكفاءاتهم. فقد أثار فيديو تم تداوله على نطاق واسع استياءً عارمًا، حيث أظهر مشاهد استقبال وُصفت بـ”المذلة” خُص بها البطل العالمي السابق مصطفى لخصم، رئيس جماعة إيموزار كندر، خلال مشاركته في لقاء تواصلي نظمته مؤسسة “مغاربة العالم للتنمية والتضامن” بمدينة برشلونة.
أثار فيديو تم تداوله على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي استياء العديد من أفراد الجالية المغربية في كتالونيا، بعدما أظهر طريقة “استقبال” أقل ما يقال عنها إنها مهينة ومخجلة، خُصّ بها البطل العالمي السابق والرئيس الحالي لجماعة إيموزار كندر، السيد مصطفى لخصم، خلال مشاركته في لقاء تواصلي نظمته مؤسسة “مغاربة العالم للتنمية والتضامن” في برشلونة.
الطريقة التي اصطف بها بعض الحاضرين، في مشهد يذكر باستقبالات بروتوكولية مفرغة من المضمون، والتي نشهدها في بعض العمالات والمجالس القروية بالمغرب، أثارت ردود فعل متباينة، خاصة من كفاءات وأطر مغاربة كتالونيا الذين رأوا في الأمر انتكاسة جديدة لصورة الجالية المغربية بالخارج.
من المهم التأكيد هنا أن لا أحد يعارض تنظيم لقاءات تواصلية مع مغاربة العالم، سواء من طرف سياسيين أو فاعلين مدنيين مغاربة، فالجالية المغربية منفتحة ومُرحّبة بكل المبادرات التي تهدف إلى مدّ جسور التواصل مع الوطن الأم. لكن بشرط أساسي: أن يتم ذلك في إطار يحترم مكانة وكفاءة الجالية، ويُعطي الصورة الحقيقية التي تستحقها، لا أن يُختزل المشهد في طقوس استعراضية سطحية تُلصق بها صور نمطية لا تليق بها.
اللقاء، الذي يفترض أن يعكس غنى وتنوع نخب الجالية المغربية بإسبانيا، تحوّل إلى “استعراض مبتذل” لبعض الوجوه التي ما فتئت تحضر كل الأنشطة، مهما اختلفت طبيعتها، مدنية كانت أو دينية، يسارية أو يمينية، وحتى السهرات… وجوه أصبحت عنوانًا لـ”التكرار والفراغ”، مما يطرح أسئلة جدية حول من يمثل فعليًا مغاربة كتالونيا، ومن يمنح الصورة العامة عنهم في مثل هذه التظاهرات.
وقد عرف اللقاء مشاركة السيد مصطفى لخصم، الذي تحدث عن العناية الملكية الخاصة بالجالية المغربية في الخارج، مؤكدًا أن الدستور المغربي يكفل لهم الحقوق ويمنحهم مكانة سفراء للوطن، داعيًا إلى المطالبة بهذه الحقوق عبر القنوات القانونية والمؤسساتية.
من جهته، أشار الخبير المالي رشيد بالبوخ إلى أن الاستثمار في المغرب بات يتمتع بضمانات قانونية وتسهيلات بنكية وإدارية، مشددًا على أهمية الاستشارة مع المختصين لتفادي الوقوع في شباك النصب والسمسرة.
كما تخلل اللقاء فقرات فنية من إيقاعات موسيقية للفنان عادل العمراني، وعرض للقفطان المغربي قدمته فاطمة العرائشية، إضافة إلى فقرة تكريمية خصصت للإعلامي أشرف بلمودن، وهي نقطة أثارت الكثير من الجدل، إذ لم يُعرف عن هذا الاسم أي مساهمة ملموسة في قضايا الجالية أو إشعاعها بالخارج، وهو ما اعتبره كثيرون “تكريمًا بلا مضمون”.
إن استمرار نفس الأسماء في تصدر الواجهة، وإقصاء الطاقات الحقيقية من أطر وأكاديميين وفاعلين مدنيين، يهدد فعليًا صورة مغاربة كتالونيا، ويكرّس الرداءة والفراغ، في وقت تحتاج فيه الجالية إلى من يمثلها بكفاءة ومسؤولية لا بمنطق الولائم والتقاط الصور.
فهل آن الأوان لتجديد النخب وضخ دماء جديدة في المشهد الجمعوي والثقافي للجالية؟ أم أن التكرار باقٍ، حتى يُملّ؟