استنساخ نماذج الفساد هل هي حتمية ؟. او الافساد هو الذي ينتج الفساد.

أ.ج.

المتتبع للشأن العام لا يفوته ما يروح حول ارتفاع الاسعار وظاهرة الغلاء و استنزاف جيوب المواطنين و تتسابق نحوه اخبار الفساد في الادارة و قضايا تهجير سكان دور الصفيح وتدافع الشباب نحو الهجرة…وغيرها و غيرها مما لا يسر و لا يعجب و لكن !!! كيف يمكن تحديد هوية الوسطاء و المحتكرين الذين يلتصقون بكل الاسواق الخاصة بالخضر و الفواكه واللحوم و الاسماك و الدجاج. و باسواق النقل و التبريد ؟؟ اليسوا هم نفسهم مواطنين يلتهمون بشراهة الاخضر و اليابس ؟؟. و عن المحتكرين التجار و الباعة المستوردين و تجار الجملة الذين يتحكمون في تجار التقسيط ؟ اليسوا هم ايضا مواطنين يتحكمون بالاحتكار و الزيادة في لقمة عيش الفقراء و المعوزين ؟؟. و عن ارباب النقل و اصحاب اليات التوريد و التخزين والتبريد، اليسوا هم ايضا مواطنين ؟؟ و عن تجار الاعلاف ومنتجي اللحوم البيضاء و الحمراء، اليسوا مواطنين ؟ و عن الفلاحين الكبار و اصحاب المزارع المدعومة، اليسوا مواطنين ؟؟ و حتى الباعة بالتقسيط و بالصرف و السلف ؟ اليسوا مواطنين ؟؟ و عن التجار المتهربين من الضرائب ؟ و عن اصحاب المقاهي و المطاعم و محلات الاكل السريع المستغلين للمجال العمومي و المشغلين لليد العاملة الرخيصة، اليسوا بمواطنين ؟ و عن اصحاب الشركات المستغلين للمحلات المنتفية فيها شروط السلامة و المشغلين للعمال و العاملات بادنى الحقوق و بلا حقوق؟ اليسوا هم أيضا بمواطنين ؟. و عن السماسرة و المنعشين العقاريين المتملصين من الضرايب والمصرحين بادنى قيمة للتهرب من اداء ضرايب الارباح، اليسوا من المواطنين ؟؟. و عن المرتادين للادارات العمومية مستبقين الاجراءات بالواسطات و الهواتف و التدخلات، و بالرشاوى والهدايا و الاكراميات، اليسوا بمواطنين ؟ و عن المحتلين للملك العمومي او المستغلين له بالسكن العشوائي، المزود بالكهرباء المسروقة و بلا ماء و لا تصريف الواد الحار، تحت قزدير الحر وغربال الشتاء و يرفضون استبدال البراكة بشقة واحدة في العمارة، يلحون على طلب ثلاث و اربع بعدد الأبناء غير العاملين و البنات المطلقات و زيد و زيد، اليسوا مواطنين؟؟؟ قبل تحليل كل هذه المظاهر الفاسدة المفسدة و التي لا تبرىء الحكومة و لا تعفيها، يجب الجزم بان المسؤولية اكثر من مشتركة، لان المواطن الفاسد هو منبع الافساد و هو حين يلتهم حق المواطن الاخر يجد عشرة اكبر منه يلتهمون اكثر منه و هكذا دواليك …

ولن نجد أكثر دلالة مما قاله أحد الأساتذة الجامعين،

كتب لطلابه في مرحله الدكتوره والماجستر والبكالوريوس رساله معبرة وضعها على مدخل الكليه في الجامعة بجنوب افريقيا، هذا نصها:

تدمير اي امه لا يحتاج الى قنابل نووية أو صواريخ بعيده المدى ولكن يحتاج الى تخفيض نوعيه التعليم والسماح للطلبه بالغش..!!

يموت المريض على يد طبيب نجح بالغش..!

وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش..!

وتخسر الاموال على يد محاسب نجح بالغش..!

وتموت الانسانية على يد شيخ دين نجح بالغش..!

ويضيع العدل على يد قاضي نجح بالغش..!

إنهيار التعليم = إنهيار أمة.

يتبع

اترك تعليقا