جريدة إلكترونية بإسبانيا

الأولويات اللغوية في تعليم الدين الإسلامي لأبناء الجالية المغربية بإسبانيا.

أحمد العمري/برشلونة.

يعتبر النقاش حول تعليم تعاليم الدين الإسلامي للأطفال المغاربة والمسلمين باللغة الإسبانية بدل اللغة العربية قضية تحمل أبعادًا متعددة، تتراوح بين الثقافي والديني والتعليمي. وفي هذا السياق، بث الناشط المدني والإعلامي سعيد الحارتي فيديو من خلال قناته يتناول هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن تعليم الدين الإسلامي بلغة غير العربية، مثل الإسبانية، قد يحمل فوائد متعددة على مستوى الفهم والتواصل مع المسلمين المقيمين في إسبانيا، .

يواجه المسلمون في العديد من الدول غير العربية، ولا سيما في أوروبا، تحديات كبيرة في تعليم أبنائهم تعاليم الإسلام. وغالبًا ما تتداخل اللغة والثقافة المحلية مع قدرة الأطفال على فهم الدين بشكل عميق. وفي هذا الإطار، يرى سعيد الحارتي أن تعليم الأطفال الدين الإسلامي باللغة الإسبانية قد يساعدهم على استيعاب المفاهيم الدينية بشكل أفضل، إذ تصبح اللغة وسيلة للتقريب بين الطفل وتعاليم الدين دون حواجز لغوية قد تعيق الفهم.

الحارتي، في رأيه، لا يتجاهل أهمية اللغة العربية كلغة القرآن، لكنه يشير إلى أن الهدف الرئيسي من تعليم الدين هو إيصال المفاهيم والقيم الإسلامية بطريقة يفهمها الأطفال ويتفاعلون معها. ويقول إن اللغة الإسبانية، بصفتها لغة أم لعدد كبير من المسلمين في إسبانيا، يمكن أن تكون أداة فعالة لتحقيق ذلك. فاللغة، في النهاية، هي وسيلة للتواصل، وإذا كانت اللغة العربية تشكل عائقًا أمام الفهم العميق لدى الأطفال، فإن استخدام لغة أخرى أكثر قربًا منهم يمكن أن يكون الحل الأنسب.

ما طرحه سعيد الحارتي قد يثير بعض الجدل بين من يرون أن اللغة العربية هي جوهر الدين الإسلامي ويجب الحفاظ عليها كلغة رئيسية في تعليم الدين. ومع ذلك، يتبنى الحارتي رؤية أكثر انفتاحًا، مؤكدًا أن اللغة ليست الهدف بحد ذاته، بل هي وسيلة لإيصال رسالة الإسلام. ويرى أن المجتمعات المسلمة في الدول الغربية تحتاج إلى أدوات تعليمية مرنة تأخذ في الاعتبار ظروفها وبيئتها اللغوية والثقافية.

من التحديات التي تواجه الأسر المسلمة في الدول الناطقة بالإسبانية هو تعليم أطفالهم تعاليم الدين بلغة يفهمونها. فالكثير من الأطفال المسلمين ينشأون في بيئة تعليمية ناطقة بالإسبانية، مما يجعل اللغة العربية غريبة عليهم. ويرى الحارتي أن هذا الواقع يفرض التفكير في حلول جديدة، منها استخدام اللغة الإسبانية كوسيلة لتعليم الدين، مع التأكيد على ضرورة الاحتفاظ باللغة العربية كلغة مرجعية للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية.

في نهاية المطاف، ما يطرحه سعيد الحارتي يعكس توجهًا نحو تكييف التعليم الديني مع واقع المسلمين في الدول الغربية، وخاصة الناطقة بالإسبانية. وبينما يبقى النقاش مفتوحًا حول الأولويات اللغوية في تعليم الدين، فإن الأهم هو الحفاظ على جوهر الإسلام وقيمه وتعاليمه، وتقديمها بطريقة تسهل على الأطفال استيعابها والتفاعل معها بشكل فعال.

 

تعليقات