الإطارات المدنية والدينية وهوس الاندماج و التعايش في بلد الإستقبال. .

ابوبكر السعيدي.

يُعرَّف المُجتمَع المدنيّ « la société civile » بأنّه مجموع المُنظَّمات غير الربحيّة، وغير الحكوميّة المُستقِلّة تماماً عن السُّلطة السّياسية والتي تَمّ تأسيسها على يَد أفراد أو جماعات مُهتمة بالطّابع الإنسانيّ، وهي تشمل في مُجملها مجموعة المُنظَّمات الخيريّة، النقابات العُمّالية، النقابات المهنِيّة، مُؤسسات العمل الخيري، المُنظَّمات الخاصّة بحقوق الإنسان، النّوادي الرّياضية، جماعات الرّفق بالحيوان، والجماعات المُكوَّنة من السكّان المَحليّين…

تَمَّ استخدام مُصطلَح المجتمَع المدنيّ في فترات مُختلفة إلا أنه عَاد إلى الظُّهور بمفهومه الجَديد.

وبَعْد فترة السَّبعينيّات انتشرت مُؤلَّفات عالَمِ الاجتِماع » أنطونيو غرامشي  «في المجتمَع العربيّ وبَدأ مفهوم المُجتمَع المدنيّ باختِراق الثَّقافة العربيَّة وسَاهم في إكسابِها طابع اجتماعيّ توعويّ يَقومُ على الأعمال التَّضامنيَّة.

اما عن المجتمع المدني باسبانيا وكاتالونيا تحديدا ظهر على شكل جمعيات تسير المساجد لطبيعة التركيبة البشرية والشرائح الاجتماعية التي التحقت باسبانيا كان همها هو إيجاد مكان للصلاة و إقامة الفرائض ، و الذي أصبح كملتقى اجتماعي للتنفيس عن مشاكل الحياة اليومية من البحث عن العمل ، البحث عن مسكن التشاور حول بعض الوثائق إدارية.

هذه الحاجات و المتطلبات بدى التفكير في جمعيات ثقافية مدنية. تهتم بالحفاظ عن الهوية المغربية بإقامة انشطة اشعاعية مستغلة مناسبات دينية أووطنية.

منها طرحت فكرة التلاقح مع ثقافة البلد المضيف تحت مقولة الاندماج و التعايش و بالفعل استطاعت الجالية ان تتقدم خطوات مهمة في هذا المجال خصوصا وان بلد الاستقبال طرحت برنامج تفاعلي سمي (برنامج الاستقبال ) من خلاله تم توظيف مجموعة من الشباب و الشابات في البلديات و المستشفيات لتسهيل عملية الإدارة للذين لا يتحدثون اللغة وبعدها فتحت مدارس لتعليم اللغة الإسبانية و الكاتالونية.

داخل هذا الزخم تطورت الجمعيات واصبحت اكثر انفتاحا ونضجا حيث بدأت تظهر داخل المجتمع المدني جمعيات تشمل جنسيات مختلفة داخل إطار واحد لاعتبار ان مشكل الهجرة تقاسم فيه على درجات متفاوتة نفس المشاكل الا وهي الاندماج و التعايش.

وحين الحديث عن التعايش لا يقتصر الأمر على التنوع الاثني و الثقافي بل تعداه إلى المستوى الديني حيث تنظم ما يسمى بالابواب المفتوحة يستقبل فيها المواطنون المحليون للتعرف على المساجد من الداخل كما ساهمت الافطارات الرمضانية للتقارب بين الاديان و التعايش.

حيث أصبحت كل من الجمعيات الدينية والمدنية تشتغل جنبا إلى حنب و في مشاريع حقل مشترك.

اترك تعليقا