الإكتئاب: مرض العصر – القاتل الصامت

وهيبة العلمي

كلما كبرت الفجوة بين ما يتظاهر به الإنسان وما يشعر به تزداد نسبة إصابته بالإكتئاب، كالممثل الأمريكي روبن ويليامز الذي مات منتحرا بسببه، فالاكتئاب من أكثر الإضطرابات النفسية شيوعا في عصرنا الحالي ويجب أن نفرق بينه وبين الحزن، فالحزن إحساس مؤقت ولا يستمر طويلا ويمكن ان يختفي بتغير الظروف والإرادة، أما الاكتئاب فهو عبارة عن معركة يحارب فيها الشخص يوميا من أجل العيش حياة طبيعية وينتهي به المطاف خاسرا أمام نفسه بفقده الاستمتاع بالحياة.

وهناك علامات تدل على أن الإنسان يمر بأزمة نفسية قد تؤدي إلى الاكتئاب: كالأرق والنوم المتقطع أو العكس النوم الطويل، الشعور بالذنب والندم على ما فات، التفكير في الآراء السلبية وفقدان الاهتمام والشغف، نقص التركيز والطاقة الذي يؤدي إلى الكسل والخمول وصعوبة القيام بأي نشاط حركي مهما كان بسيطا، مما يؤثر على حياته الطبيعية ويحوله من إنسان اجتماعي إلى شخص منعزل وحزين طوال الوقت يجعله يفكر في الانتحار وعدم الاستمرار في الحياة وهذه المرحلة تعتبر الأخطر و المسماة بالإكتئاب الحاد.

للدقة العلمية فليس هناك سبب واضح ومحدد يؤدي إلى الاكتئاب، فقد يرجع إلى أسباب جينية وراثية وحيوية أو نفسية واجتماعية، وغالبا يتجنب المكتئب مواجهة هذا المرض بوصف شعوره على أنه سحر أو عين مما يساهم في تفاقم و تطور حالته، فالتأخر في طلب المساعدة و الذهاب إلى العيادة النفسية، و كذلك الخوف من نظرة المجتمع يؤثر سلبا على شفائه وصعوبة علاجه.

لكن عندما يعطي الجسم إشارة على أن هناك شعور بالعجز يؤدي إلى فقدان الرغبة في كل شيء وتستمر هذه الحالة لأكثر من اسبوعين، يجب على الشخص عرض حالته على مستشارين نفسانيين، فالطبيب النفسي هو الوحيد القادر على مساعدته في التخلص من أعراض الاكتئاب ..

اترك تعليقا