الاتحاد الزموري للخميسات… أطر مضربة وفريق يتهاوى في صمت العيد.
من مجد وصافة البطولة إلى قسم الهواة، تهميش ممنهج وحقوق مهدورة تدفع الأطر للاحتجاج وسط الإهمال والتجاهل

احمد العمري – برشلونة.
إذا كان يوم العيد هو يومٌ عظّمه الله عز وجل، وجعله مناسبة لصلة الرحم وتبادل التهاني والتبريكات، فإننا – بعيدًا عن مظاهر الفرح والاحتفالات – مُلزمون أخلاقيًا وإنسانيًا بأن نسأل عن أحوال إخواننا، وأن نُصغي لأنينهم ونُجهر بكلمة الحق في وجه الصمت والتجاهل.
في يومٍ يُفترض أن يحمل الفرح، نكتشف واقعا مؤلما يعيشه أبناء فريق الاتحاد الزموري للخميسات، الفريق العريق الذي دُفع عنوةً إلى قسم الهواة، لا بفعل النتائج فقط، بل نتيجة لتسيير يُوصف – عن حق – بأنه ممنهج لإقصاء كل من له صلة بهذا الفريق من أطر ولاعبين ومستخدمين. لا شيء أشد قسوة من أن تُقصى في صمت، أن تُهمَّش، وتُطوى صفحتك دون حتى اعتذار أو اعتراف بالجميل!
المفارقة المؤلمة، أن من يساهم في هذا التردي هو الرئيس الحالي الفيلالي لنادي الإتحاد الزموري لكرة القدم، الذي لا يزال عضوًا داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هذه المؤسسة التي تستعد لتنظيم كأس إفريقيا للأمم وقريبًا كأس العالم، لكنها تضم عضوًا يعجز عن تدبير أزمة فريقه المحلي، الذي أغرقه في قسم الهواة، وتجاهل حقوق أطره ومستخدميه، وتركهم يواجهون مصيرهم بلا أجور، ولا أدنى شروط الكرامة.
يوم عيد الأضحى. يوم كبير، عنوانه الرحمة والعطاء. لكن قلوب هؤلاء محطمة، تقاسي لهيب الشمس، وبُعد الأهل، وانتظارًا طال أمده لرواتب لم تُصرف، وحقوق لم تُردّ. أين الكرامة؟ أين المسؤولية؟ أين الرؤية التي تراعي كرامة الإنسان قبل أي تتويج أو مجد رياضي؟
الأطر والمستخدمون يئنّون تحت وطأة ديون الكراء، والماء والكهرباء، والمصاريف اليومية، بل وحتى التطبيب. ومن المؤسف أن تُغلق في وجوههم كل الأبواب، لا لذنب اقترفوه، سوى أنهم خدموا هذا الفريق بوفاء، فكان الجزاء تنكّرًا وجفاء.
حقوق هؤلاء في ذمة الرئيس الحالي، الفيلالي، الذي لم يكبر قلبه حتى في يوم عيد، ليتدارك هذا الظلم، بينما الكل يعلم أن الاتحاد الزموري للخميسات ليس مجرد نادٍ، بل هو رمز لمدينة، وصوت لإقليم بأكمله.
لهذا، نرفع نداءنا إلى السيد العامل المحترم، المسؤول الأول عن الإقليم، لما نعلم فيه من جدية وكفاءة، وحرص دائم على خدمة المصلحة العامة. تدخلكم اليوم بات ضروريا لإنقاذ الفريق الذي يمثل المدينة والإقليم، قبل أن يُجهز عليه تمامًا هذا التسيير الكارثي.
وحتى لا ننسى، فإن فريق الاتحاد الزموري للخميسات لم يكن يومًا فريق ظلّ، بل كان مدرسة كروية خرّجت أجيالاً من اللاعبين الذين غذوا الفرق الوطنية الكبرى. وقد عاش الفريق عصره الذهبي في عهد الرئيس السابق محمد الكرتيلي – نتمنى له الشفاء العاجل – حين كان الفريق نموذجًا في التنظيم والاحترام، وكان يحتل مكانته بين الكبار.
ويكفي أن نذكر أن الفريق بلغ القمة مع المدرب الوطني الحسين عموتة، حين أنهى الموسم وصيفًا لبطل الدوري المغربي خلف الجيش الملكي، وهي لحظة ستبقى محفورة في ذاكرة جماهير المدينة والكرة المغربية عمومًا.
ما يحصل اليوم إهانة لذاكرة رياضية ناصعة، وتشويه لتاريخ صنعته الأقدام والقلوب والعرق. فهل من التفاتة تعيد للفريق اعتباره، وللعاملين فيه كرامتهم، وللإقليم روحه الرياضية التي اغتيلت في صمت؟
يتبع…