جالية

الجمعية المغربية الكتلانية تنظم حفل ختان جماعي لفائدة الأسر المعوزة: مبادرة إنسانية في زمن الصمت المجتمعي.

كتالونيا24 – برشلونة.

في خطوة تعكس عمق التزامها الاجتماعي والإنساني، نظّمت الجمعية المغربية الكتلانية للتعاون والتنمية ، حفل ختان جماعي لفائدة أطفال الأسر المعوزة في جهة برشلونة، تحت إشراف رئيس الجمعية السيد لطفي البقالي.

وقد مرّ الحفل في أجواء عائلية ملؤها البهجة والفرح، حيث تم استقبال الأطفال وعائلاتهم وسط أجواء احتفالية تخللتها وجبة عشاء جماعية، ووصلة إنشادية متميزة من أداء فرقة برئاسة المنشد حسن البيلي، ما أضفى على المناسبة بعدًا روحانيًا وإنسانيًا مميزًا.

وتندرج هذه المبادرة ضمن سلسلة من الأنشطة الخيرية التي دأبت الجمعية على تنظيمها لفائدة أفراد الجالية المغربية في وضعية هشاشة، حيث تشمل هذه المبادرات السنوية توزيع “قفة رمضان”، والمساهمة في اقتناء الأضاحي لبعض الأسر، فضلًا عن زيارات تضامنية للمؤسسات السجنية للاستماع إلى النزلاء والنزيلات من أصول مغربية، في التفاتة تهدف إلى إدماجهم نفسيًا وإنسانيًا.

ورغم أهمية هذه الأنشطة، فإنها – وللأسف – لا تحظى دائمًا بالتقدير أو التفاعل الإعلامي والمدني الكافي من طرف الفاعلين والناشطين، ما يطرح علامات استفهام حول واقع التضامن داخل النسيج الجمعوي المغربي بجهة كتالونيا.

هذا الغياب المجتمعي المقلق وعدم الإلتفاف مع بعضنا البعض تجلى بوضوح أيضًا في حادثة مأساوية اهتزت لها العاصمة مدريد قبل أسابيع، حين قُتل الشاب المغربي عبد الرحيم مختنقًا على يد شرطي إسباني وثّقتها كاميرات  في مشهد صادم هزّ الرأي العام، وأعاد إلى الأذهان قضايا عنف الشرطة والتمييز العنصري في أوروبا.

ورغم هول الحادث، اقتصرت ردود الفعل من طرف الجالية المغربية على وقفة احتجاجية محتشمة نظمتها أسرة الضحية وبعض المقربين، في حين غابت بشكل تام الهيئات المدنية والفعاليات السياسية ذات الأصول المغربية عن الساحة، ليس فقط في مدريد، بل في باقي المدن الإسبانية، وكأن الأمر لا يعنيهم.

لقد كانت حادثة عبد الرحيم جرس إنذار صادم حول مستوى اللامبالاة والصمت الذي بات يخيم على جزء من نخب الجالية، التي تكتفي غالبًا بلعب أدوار مناسباتية، دون التفاعل مع القضايا الحقوقية الجوهرية التي تمس كرامة ومصير المهاجرين المغاربة.

فبين مبادرات خيرية تستحق التنويه، وصمت مدني غير مبرر في قضايا تستوجب التعبئة، تتأرجح صورة الجالية المغربية في كتالونيا وإسبانيا عمومًا، ما يستدعي وقفة تأمل ومراجعة نقدية جماعية، تعيد ترتيب الأولويات، وتكسر جدار التجاهل، وتؤسس لثقافة مدنية متماسكة تعيد للمغاربة حضورهم واحترامهم داخل المجتمع الإسباني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى