السكان الأجانب في إسبانيا: المغرب ورومانيا وكولومبيا في الصدارة.
كتالونيا24.
شهدت إسبانيا خلال العقود الأخيرة زيادة ملحوظة في أعداد السكان الأجانب، مما جعلها واحدة من أبرز وجهات الهجرة في أوروبا. ووفقًا للبيانات الأخيرة الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء (INE)، تُعتبر الجالية المغربية الأكبر من حيث عدد المقيمين الأجانب في إسبانيا، تليها الجاليتان الرومانية والكولومبية.
بأكثر من 920,000 مقيم، يتصدر المغاربة قائمة السكان الأجانب في إسبانيا. تتمتع هذه الجالية بحضور تاريخي قوي في البلاد بفضل القرب الجغرافي والعلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين. يتركز معظم المغاربة في مناطق مثل كتالونيا والأندلس ومدريد، كما أن لهم وجودًا بارزًا في مناطق مثل مورسيا وفالنسيا، حيث يعملون بشكل أساسي في قطاعات مثل الزراعة والبناء والخدمات.
تأتي الجالية الرومانية في المرتبة الثانية، حيث يبلغ عدد أفرادها أكثر من 620,000 مقيم. شهدت الهجرة الرومانية إلى إسبانيا تزايدًا كبيرًا بعد انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2007، مما أتاح حرية التنقل للمواطنين. وتتمركز الجالية الرومانية في المناطق الريفية والحضرية، خاصة في مدريد وكاستيون وفالنسيا، حيث يساهمون في قطاعات مثل الزراعة والبناء والعمل المنزلي.
بأكثر من 587,000 مقيم، تحتل الجالية الكولومبية المرتبة الثالثة، وهي من الجاليات التي شهدت نموًا سريعًا في السنوات الأخيرة. يعود هذا النمو إلى حد كبير إلى موجات الهجرة الحديثة بحثًا عن فرص اقتصادية أفضل ولمّ شمل العائلات. وساعدت الروابط الثقافية واللغة المشتركة في تسهيل اندماج الكولومبيين في المجتمع الإسباني. وتعتبر مدريد وكتالونيا المناطق الرئيسية لتواجدهم، مع وجود بارز أيضًا في جزر الكناري.
لا تقتصر الإحصاءات على هذه الجنسيات الثلاث فقط، بل تظهر أيضًا تنوعًا متزايدًا في أصول السكان. تستضيف إسبانيا جاليات كبيرة من الإيطاليين والفنزويليين والإكوادوريين والبريطانيين، وغيرهم. وتشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للسكان الأجانب تجاوز 6.5 مليون نسمة في يناير 2024، مما يشكل حوالي 14% من إجمالي سكان البلاد.
كان للسكان الأجانب تأثير كبير على مختلف قطاعات الاقتصاد الإسباني، خاصة في مجالات الزراعة والرعاية المنزلية والضيافة والخدمات. كما ساهموا في مواجهة تحديات الشيخوخة السكانية من خلال توفير قوة عاملة شابة ونشيطة.
رغم مساهمتهم الإيجابية، تواجه الجاليات الأجنبية تحديات تتعلق بالاندماج الاجتماعي، والحصول على فرص عمل رسمية، ومكافحة التمييز. ومع ذلك، فإن وجودهم يمثل فرصة لتعزيز التنوع الثقافي وتعميق العلاقات الدولية لإسبانيا.
في الختام، تُعد الجاليات الأجنبية في إسبانيا، وعلى رأسها المغربية والرومانية والكولومبية، ركيزة أساسية للمجتمع والاقتصاد الإسباني، مما يعكس تطور البلاد نحو مجتمع أكثر تنوعًا وشمولية.