كتالونيا24.
حضر بالأمس اكثر من أربعين ما بين رئيس دولة و حكومة حفل افتتاح الكاتدرائية الكبري
Notre dame بباريس و التي تعرضت لحريق كبير أتى على معظم أركانها.
إلى حد هنا لا قد يبدو الأمر عاديا بالرغم من عدم حضور البابا من الفاتيكان و عدم حضور الأمير تشارلز من لندن و حضور دونالد ترامب من امريكا…
و لكن ما يجب ان يثير الاهتمام اكثر هو الزخم الروحي و المادي الذي تناولت به الأنظم الاعلامية و الأجهزة الرسمية للدولة الفرنسية و الإمكانات الجبارة و الهائلة التي سخرتها ليس فقط من اجل اعادة تاهيل البناية و لكن ايضا للدعاية لها و ترويج اثرها الروحي المسيحي و التبجيل للافتتاح.
و للإشارة فلقد حضر الافتتاح الرئيس السابق هولاند و الأسبق ساركوزي و حضره بعض اقطاب السياسة الفرنسية من مشارب مختلفة .
اين هي فرنسا العلمانية التي تظل تنادي بضرورة فصل الدين عن الدولة و تجتهد بكل الوسائل المتاحة من قوانين و مذكرات و قرارات للتضييق على حرية ممارسة شعائر الدين الإسلامي في الفضاء العام و حتى ارتداء الحجاب و ولوج المدارس و المسابح باللباس الديني المحتشم. ناهيك عن الطرد من الوظائف الحكومية و العامة و حتى تناول ثمرة و شربة ماء خلال مباراة لكرة القدم في شهر رمضان.
و اما عن اغلاق المساجد و إخضاعها للمراقبات المتعددة و الصارمة و إبعاد الائمة و ترحيلهم و محاكمة بعضهم لما يشتبه فيه بانه دعوة إلى الجهاد او الارهاب…
فرنسا، أعطت بالأمس الدليل القاطع على ازدواجية المعايير و نفاق السياسة و أعطت اكثر من ذلك: الصورة السمجة للخطاب الإعلامي المتملق و الفاسد و الذي يختبئ وراء عمود نحيل هزيل و يظن انها شجرة … و يقول و يصيح انها الغابة.
عنده الحق. .. انها بالفعل غابة. و بالفعل. تخضع لقانون الغاب …