المحكمة العليا تؤيد إدانة لورا بورّاس، الرئيسة السابقة لبرلمان كتالونيا، وترفض شمولها بالعفو.
كتالونيا24.
أكدت المحكمة العليا الإسبانية الحكم الصادر بحق لورا بورّاس، الرئيسة السابقة لبرلمان كتالونيا وزعيمة حزب “جونتس بير كتالونيا”، بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف. كما شمل الحكم حرمانها من تولي المناصب العامة لمدة 13 عامًا، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 36,000 يورو.
تعود القضية إلى الفترة التي شغلت فيها بورّاس منصب مديرة “مؤسسة الآداب الكتالونية” بين عامي 2013 و2018. ووفقًا للحكم، فقد قامت بورّاس بإسناد 18 عقدًا بشكل غير قانوني، بقيمة إجمالية بلغت 335,700 يورو، إلى أحد معارفها لتنفيذ مشروع الموقع الإلكتروني للمؤسسة. وخلصت المحكمة إلى أن هذه العقود جرى تقسيمها عمدًا لتجنب الخضوع لإجراءات المناقصات العامة، مما يشكل جريمة إساءة استخدام السلطة والتزوير في الوثائق الرسمية.
إحدى النقاط المحورية في القضية كانت رفض المحكمة العليا تطبيق قانون العفو على بورّاس. وقد دفعت هيئة الدفاع بأن ملاحقتها قضائيًا لها دوافع سياسية، معتبرة أن محاكمتها جزء من القمع الممارس ضد الحركة الاستقلالية الكتالونية. إلا أن المحكمة رفضت هذا الادعاء، مؤكدة أن الجرائم التي أدينت بها تتعلق بالفساد، وليس بالحراك السياسي أو قضية استقلال كتالونيا.
أثار قرار المحكمة موجة من ردود الفعل في الأوساط السياسية الكتالونية. فقد وصف الأمين العام لحزب “جونتس بير كتالونيا”، جوردي تورول، الحكم بأنه “انتقام قاسٍ” و”غير متناسب”، متهمًا الدولة الإسبانية باستخدام القضاء كأداة ضد الاستقلاليين.
في المقابل، دافعت أحزاب مثل “الحزب الاشتراكي الكتالوني” (PSC) و”الحزب الشعبي” (PP) عن استقلال القضاء، مشيرة إلى أن الإدانة تتعلق بجرائم فساد وليست بمواقف سياسية.
يؤدي هذا الحكم إلى إقصاء لورا بورّاس من المشهد السياسي الرسمي لفترة طويلة، مما يضعف دورها في قيادة حزب “جونتس بير كتالونيا”، الذي سيواجه تحديات كبيرة في تحديد مستقبله بدونها.
وعلى نطاق أوسع، فإن رفض المحكمة تطبيق قانون العفو في هذه القضية يعزز الجدل حول حدود هذه المبادرة، التي أطلقها رئيس الوزراء بيدرو سانشيز في إطار سياسته للحوار مع الاستقلاليين.
تبقى قضية لورا بورّاس واحدة من أكثر الملفات إثارة للجدل في كتالونيا وإسبانيا، خاصة في ظل التطورات السياسية المستمرة بشأن قانون العفو والعلاقة بين الحكومة المركزية والحركة الاستقلالية.