كتالونيا24.
في خطابه التقليدي بمناسبة عشية عيد الميلاد، دعا الملك فيليبي السادس إلى الهدوء والتفاهم في ظل الأجواء السياسية التي وصفها بـ”الصاخبة” بسبب حدة الخلافات. وأكد الملك أن التوترات والانقسامات لا ينبغي أن تمنع تلبية الاحتياجات الحقيقية لمواطني إسبانيا الذين يتطلعون إلى الاستقرار وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه البلاد.
يأتي خطاب الملك في وقت تمر فيه إسبانيا بمشهد سياسي تتسم فيه الأجواء بالاستقطاب والخلاف بين القوى السياسية الرئيسية. دون الإشارة مباشرة إلى القضايا الأكثر جدلاً، مثل الإصلاحات القضائية أو النقاشات الإقليمية، شدد فيليبي السادس على أهمية التعايش والاحترام والحوار كركائز أساسية لتجاوز الخلافات.
وقال الملك: “في بعض الأحيان تكون النزاعات السياسية صاخبة لدرجة تجعل من الصعب الاستماع إلى طلب الهدوء والاستقرار والتماسك الذي يوجهه مجتمعنا”. بهذه الكلمات، دعا المسؤولين السياسيين إلى التفكير في تأثير قراراتهم وإعطاء الأولوية لرفاهية المواطنين.
تناول الملك أيضًا التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه إسبانيا، بدءًا من تداعيات التضخم وصولًا إلى تأثيرات التغير المناخي. وأكد على قدرة المجتمع الإسباني على مواجهة المصاعب من خلال الوحدة والتعاون.
وأضاف: “نحن أمة ذات تاريخ غني وإمكانات هائلة. لكننا لن نتمكن من التقدم إلا إذا عملنا معًا وإذا سادت المسؤولية والتضامن بيننا”.
أثار خطاب الملك ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية. ففي حين أشاد بعض الأحزاب بنبرته التصالحية ودعوته للوحدة، رأى آخرون ضرورة أن تتخذ العائلة الملكية موقفًا أكثر نشاطًا تجاه التوترات التي تشهدها البلاد.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تم تداول الخطاب بشكل واسع، حيث تم تسليط الضوء على دعوته إلى الهدوء وكذلك تجنبه التطرق إلى قضايا محددة تزيد من الاستقطاب في المجتمع.
وفي رسالة لم تخلُ من الأمل، اختتم الملك كلمته مذكّرًا بروح المثابرة التي تميزت بها إسبانيا في الأوقات الصعبة. وقال: “نحن نعيش في زمن مليء بالشكوك، ولكنه أيضًا زمن مليء بالفرص. من خلال الجهد والالتزام والتفاهم، يمكننا بناء مستقبل أفضل للجميع”.
ويظل الخطاب، الذي يُعد من أبرز اللحظات المنتظرة خلال عيد الميلاد في إسبانيا، تأكيدًا على دور الملك كرمز للوحدة والاعتدال في سياق سياسي واجتماعي معقد.