النسخة الخامسة عشر من المؤتمر الإسلامي في كاتالونيا “الشباب والتدين: التحديات والفرص”.
أحمد العمري، كتالونيا.
يعيش الشباب المسلم في العصر الحديث تحديات متعددة نتيجة للتغيرات الاجتماعية والثقافية التي تطرأ على المجتمع. بين ضغوط العولمة والتوجهات المتغيرة نحو الدين، يُحتمل أن يشعر العديد من الشباب بالارتباك بشأن هويتهم الدينية وكيفية التفاعل معها في ظل بيئة متعددة الثقافات. وعلى الرغم من هذه التحديات، توفر هذه الظروف أيضًا فرصًا كبيرة لتعزيز الروابط المجتمعية والهوية الدينية بطريقة متجددة وفعالة. في هذا السياق، يُعَد المؤتمر الإسلامي الشبابي في كاتالونيا الذي يُعقد تحت شعار “الشباب والتدين: التحديات والفرص” فرصة هامة لتعميق الحوار بين الشباب المسلم والتفكير في كيفية مواجهة التحديات الحديثة التي يواجهونها، إذ تنظم اللجنة الشبابية في اتحاد الجمعيات الإسلامية في كاتالونيا (UCIDCAT) بالتعاون مع “Entre Joves” الدورة الخامسة عشر للمؤتمر الإسلامي في كاتالونيا، النسخة الثالثة المخصصة للشباب، تحت شعار “الشباب والتدين: التحديات والفرص”. ويُقام المؤتمر بدعم من المديرية العامة لشؤون الأديان في حكومة كاتالونيا (DGAR)، مؤسسة التعددية والتعايش (FPC)، والمفوضية الإسلامية في إسبانيا (CIE)، وذلك في الفترة من 21 إلى 23 ديسمبر 2024.
تتعدد التحديات التي تواجه الشباب المسلم، وأبرزها الانتماء إلى مجتمع متعدد الثقافات في ظل عالم مليء بالصراعات الثقافية والدينية. في كثير من الأحيان، يعاني الشباب من صراع داخلي بين الحفاظ على هويتهم الدينية وبين الرغبة في الاندماج في المجتمعات الغربية التي يتسم بعضها بغياب الفهم العميق للدين الإسلامي. هذا الصراع قد يؤدي إلى مشاعر العزلة أو فقدان الهوية لدى البعض، مما يتطلب إيجاد وسائل للتوفيق بين الدين والحياة اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، تزايدت التحديات الاجتماعية مثل التمييز ضد المسلمين والصور النمطية السلبية التي قد يواجهها الشباب في وسائل الإعلام أو في الحياة اليومية. هذه العوامل تؤثر على الإحساس بالانتماء وتعزز من شعور الشكوك حول دورهم في المجتمع الأوسع.
على الرغم من التحديات، هناك العديد من الفرص التي يمكن أن تساعد الشباب على تعزيز هويتهم الدينية بشكل فعال. إحدى هذه الفرص هي من خلال بناء بيئة مجتمعية صحية ومتعاونة. يمكن أن تسهم المساحات التي تجمع الشباب المسلمين في تعزيز روح التضامن والانتماء، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التأثير في المجتمع. كما أن تفعيل دور الشباب في الحوار بين الأديان يساهم في بناء جسور من التفاهم والتعاون مع المجتمعات الأخرى.
من جهة أخرى، يتيح التطور التكنولوجي وسائل جديدة للتعلم والمشاركة في الأنشطة الدينية، مما يسهم في تعزيز فهم أعمق للإسلام وتطبيقه في الحياة اليومية. وهذا ما يسعى إلى تحقيقه المؤتمر الإسلامي الشبابي في كاتالونيا، الذي يوفر منصة للشباب للتفاعل مع قضايا دينية واجتماعية من خلال محاضرات وورش عمل تفاعلية تشجعهم على التفكير النقدي والنمو الشخصي.
تعتبر القيادة الشبابية عنصرًا حيويًا في بناء مجتمع ديني قوي. في المؤتمر الإسلامي الشبابي، يتم التركيز على كيفية تفعيل دور الشباب في المجتمع من خلال تحسين مهاراتهم القيادية وتعزيز التفكير النقدي. تتيح ورش العمل التفاعلية وفعاليات الحوار للمشاركين التفكير في كيفية تطبيق القيم الإسلامية في حياتهم اليومية، بينما يحافظون على تفاعلهم مع المجتمع المتنوع من حولهم.
كما يعزز المؤتمر من أهمية الحوار بين الأديان وفهم التنوع الثقافي، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك حيث يمكن لكل فرد أن يساهم بفعالية في رفاهية المجتمع. يفتح المؤتمر أبوابًا للحوار حول كيفية بناء مجتمعات متماسكة قائمة على القيم الإنسانية المشتركة، مثل السلام والاحترام المتبادل.
إن المؤتمر الإسلامي الشبابي في كاتالونيا ليس مجرد حدث ديني، بل هو منصة تعليمية تمكن الشباب المسلم من مواجهة التحديات المعاصرة بنجاح. من خلال تعزيز الهوية الدينية، وتعميق الوعي المجتمعي، وتشجيع التفكير النقدي والقيادة، يمكن للشباب المسلم أن يلعب دورًا محوريًا في بناء مجتمعاتهم وحماية قيمهم الدينية في ظل تحديات العصر الحديث.
بيان إتحاد الجمعيات الإسلامية بكتالونيا حول المؤتمر ويتضمن البرنالنمج العام للدورة الذي يقام خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 23 ديسمبر 2024.