كتالونيا24.
في الخامس من يونيو من كل عام، يحيي العالم اليوم العالمي للبيئة، وهي مناسبة أطلقتها الأمم المتحدة منذ عام 1972 لتكون منصة عالمية للتوعية البيئية والتحفيز نحو العمل الجماعي لحماية كوكب الأرض. يأتي هذا اليوم في ظل تحديات بيئية غير مسبوقة، أبرزها التغير المناخي، وتدهور التنوع البيولوجي، واتساع رقعة التصحر، وتفاقم أزمات الجفاف والتلوث، ما يجعل من هذه المناسبة فرصة للتأمل والمساءلة أكثر من كونها مجرد احتفالية رمزية. يحمل اليوم العالمي للبيئة لعام 2025 شعار “استعادة الأرض، التصدي للجفاف”، وهو شعار يعكس الحاجة الملحة لإعادة التوازن إلى علاقة الإنسان بالأرض، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى فقدان ملايين الهكتارات من الأراضي الخصبة سنويًا، وتزايد الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ. ومن هذا المنطلق، تتحول المسؤولية البيئية من كونها مسؤولية حكومات ومؤسسات فقط إلى التزام فردي ومجتمعي، حيث يمكن لكل فرد أن يساهم في حماية البيئة عبر تقليل النفايات، وتشجيع الزراعة المستدامة، واعتماد وسائل نقل نظيفة، والمشاركة في حملات التشجير وإعادة التدوير. كما يُنتظر من المجتمع المدني، بما فيه الجمعيات البيئية والفاعلين المحليين، أن يكون صوتًا ضاغطًا في اتجاه تبني سياسات خضراء وشاملة. وفي السياق المغاربي والأوروبي، تبرز أهمية انخراط الجاليات، مثل الجالية المغربية في كتالونيا، في مبادرات بيئية عابرة للحدود، تنقل المعرفة والوعي من بلدان الإقامة إلى بلدان الأصل، وتسهم في خلق شبكات تعاون بيئي تخدم التنمية المستدامة. إن اليوم العالمي للبيئة ليس مجرد تذكرة موسمية، بل نداء مستمر يدعونا إلى إعادة النظر في أسلوب حياتنا، وتحويل الوعي البيئي إلى سلوك يومي، لأن صمتنا تجاه ما يحدث للطبيعة هو تواطؤ مع التدمير، وأي فعل، مهما بدا بسيطًا، هو خطوة نحو إنقاذ الأرض التي لا نملك غيرها.