جريدة إلكترونية بإسبانيا

انتشار البق في مسجد تراسة بجهة برشلونة: سلوكيات خاطئة وتداعياتها على المجتمع المحلي.

أحمد العمري/ جهة برشلونة.

 

في الفترة الأخيرة، تصاعدت مخاوف داخل مسجد تراسة، الواقع في جهة برشلونة، بسبب انتشار حشرات البق، وهي مشكلة غير مألوفة أثارت قلق المصلين وإدارة المسجد. تشير التقديرات إلى أن هذا الانتشار قد يكون ناجماً عن سلوكيات بعض المصلين الذين يقومون بشراء منتجات من الباعة الجائلين أو ما يعرف بـ”الشاتاريروس”، وهم أشخاص يجمعون البضائع المهملة من حاويات النفايات ثم يقومون بعرضها أمام المسجد للبيع.

انتشار البق داخل المسجد شكل تهديدًا للصحة العامة وللبيئة الروحية التي يجب أن تتسم بالنظافة والطمأنينة. يبدو أن السبب المحتمل لهذا الانتشار هو إدخال بعض المصلين للبضائع التي يشتروها من الباعة المتجولين إلى داخل المسجد، قبل أداء الصلاة. على الرغم من أن إدارة المسجد تبذل جهوداً مكثفة لتنبيه المصلين إلى خطورة هذا السلوك غير الصحي، إلا أن المشكلة ما زالت قائمة.

أفادت مصادر مقربة أن إدارة مسجد بدر في تراسة بجهة برشلونة اضطرت إلى إغلاق المسجد لفترات متقطعة بهدف معالجة مشكلة انتشار حشرات البق التي ظهرت مؤخرًا. هذا الإجراء جاء بعد محاولات عديدة للسيطرة على المشكلة عبر التنبيهات والتوجيهات للمصلين دون جدوى. وقد كان الانتشار غير المتوقع للبق داخل المسجد مصدر قلق كبير، ما دفع الإدارة لاتخاذ تدابير أكثر حزمًا لضمان سلامة المصلين والحفاظ على نظافة المسجد.

إغلاق المسجد جاء كجزء من خطة لمعالجة هذه المشكلة الصحية بشكل فعال، حيث تم الاستعانة بخبراء في مجال مكافحة الآفات للقيام بعملية تطهير شاملة وتعقيم المسجد. ومن المتوقع أن يستمر الإغلاق لفترات محدودة ريثما يتم التأكد من القضاء على الحشرات وضمان عدم عودتها.

هذا الإجراء المؤقت يعكس جديّة إدارة المسجد في التعامل مع الموضوع، وذلك في إطار الحفاظ على سلامة المصلين وتوفير بيئة طاهرة تليق بأداء الصلوات. كما يهدف إلى استعادة الثقة بين أفراد الجالية المسلمة المحلية، والتأكيد على أهمية النظافة والمسؤولية الشخصية والجماعية في الحفاظ على قدسية المسجد.

تشير هذه التطورات أيضًا إلى ضرورة تعزيز الوعي بين المصلين بخصوص سلوكياتهم خارج المسجد، لا سيما فيما يتعلق بشراء البضائع من الباعة الجائلين وإدخالها إلى المسجد، والتي قد تكون أحد أسباب انتشا البق.

إن استمرار تواجد الباعة الجائلين بشكل منتظم أمام أبواب المسجد، قبل وبعد كل صلاة، يعكس صورة سلبية عن المجتمع المسلم والمهاجر المغربي في أعين السكان المحليين من الكتلانيين والجيران. يُخشى أن يشكل هذا السلوك انطباعًا خاطئًا عن قيم النظافة والمسؤولية المجتمعية التي يجب أن يتحلى بها المسلم سواء داخل المسجد أو خارجه. ورغم حضور الشرطة بشكل دوري للحد من تواجد هؤلاء الباعة، إلا أن هذا الإجراء وحده غير كافٍ. يتطلب الأمر توعية مستمرة وحملات توجيهية للمصلين حول ضرورة الحفاظ على النظافة والتصرف بمسؤولية داخل المسجد وخارجه.

من الضروري أن يتم تسليط الضوء على هذه القضية في خطب الجمعة والدروس الدينية، لشرح أهمية الالتزام بالنظافة والوعي المدني، والحرص على تقديم صورة مشرفة عن المسلم في المجتمعات المضيفة. المسجد ليس فقط مكاناً للعبادة، بل هو أيضاً مرآة تعكس أخلاق وتصرفات المجتمع المسلم.

تُعتبر الجالية المسلمة في تراسة من المجتمعات المهمة في المنطقة، ويشكل المغاربة الأغلبية فيها. من بين المساجد البارزة في كتالونيا، يأتي مسجد بدر كواحد من أكبر المساجد بعد مسجد كورنيا، ما يجعله مركزًا دينيًا واجتماعيًا هامًا. وبالتالي، يجب أن يكون المسجد نموذجًا يحتذى به في النظافة والاحترام للقوانين واللوائح المجتمعية.

إن معالجة هذه المشكلة يتطلب تضافر الجهود بين إدارة المسجد، المصلين، والسلطات المحلية. التوعية المستمرة من خلال الخطب، تعزيز النظافة والالتزام بالسلوك المدني السليم، وإيجاد حلول مستدامة للحد من تواجد الباعة الجائلين أمام المسجد، كلها خطوات مهمة لتحسين صورة المسلمين وضمان بيئة نظيفة وآمنة للجميع.

من جهة أخرى وللحفاظ على نظافة مسجد بدر بتراسة وتجنب الروائح الكريهة التي تنبعث من المراحيض والتي تضايق منها بعض المصلين حسب مصادر لكتالونيا24، من المهم اتخاذ بعض التدابير العملية منها،

توظيف منظف بشكل دائم، بتعيين شخص مختص بنظافة المسجد بأجرة شهرية لضمان أن المراحيض والمرافق الأخرى تظل نظيفة بشكل يومي.

صيانة دورية للمراحيض، بإجراء فحص وصيانة دورية لأنظمة الصرف الصحي داخل المسجد لضمان عدم وجود تسربات أو مشاكل في الأنابيب تسبب انبعاث الروائح.

إستخدام مواد تنظيف فعّالة وبجودة ومعطرة للقضاء على الروائح الكريهة وضمان نظافة دائمة.

وجب وعية المصلين والزوار بوضع لافتات توجيهية تحث على المحافظة على النظافة الشخصية واستخدام المرافق بشكل صحيح.

هذه الإجراءات ستضمن أن تتماشى النظافة مع الشكل الجمالي الجديد للمسجد بعد فرشه بالزرابي الجديدة، وتوفر بيئة مريحة وخالية من الروائح للمصلين.

 

 

تعليقات