جريدة إلكترونية بإسبانيا

برشلونة: الحكم على الآخرين بناءً على الشائعات والمعلومات غير المؤكدة التي يتم تناقلها شفهيًا.

صورة المقالة عن موقع اورو مغرب.

أحمد العمري/ جهة برشلونة.

تدوينة رئيسة جمعية “أيادي فاطمة” التي جاء فيها “سبحان الله لا أعمم، الله رزقنا العينين ولماذا نرى الناس بأذنينا؟ أين الخلل؟”

تفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول كيفية فهمنا وإدراكنا للآخرين في المجتمع، خصوصًا بين أفراد الجالية المغربية في الخارج. هذه العبارة تعبّر عن معضلة اجتماعية وهي ميل البعض إلى الحكم على الآخرين بناءً على الشائعات والمعلومات غير المؤكدة التي يتم تناقلها شفهيًا، بدلاً من التحقق من الحقيقة عبر الملاحظة المباشرة أو الحوار المبني على أسس سليمة.

التدوينة تلمّح إلى ظاهرة انتشرت بين بعض الفعاليات داخل المجتمع المدني، حيث يتم التسرع في إطلاق الأحكام السلبية أو الاتهامات ضد أشخاص أو مجموعات دون أدلة ملموسة. هذه الممارسات تخلق حالة من التوتر والشك وتساهم في تقسيم المجتمع. فالعبارة “لماذا نرى الناس بأذنينا؟” تشير إلى أننا نسمح لأنفسنا بأن نصدر الأحكام بناءً على ما نسمعه، وليس ما نراه أو نختبره بأنفسنا.

الاستفهام “أين الخلل؟” يعد سؤالاً استنكاريًا يطرح نقاشًا أعمق حول الأخطاء الثقافية والاجتماعية التي تؤدي إلى انتشار مثل هذه الظواهر، سواء كانت تلك الأخطاء ناتجة عن انعدام الثقة، أو الافتقار للحوار الصريح، أو حتى النزعة إلى المنافسة غير الصحية بين الفعاليات المدنية.

من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع المدني في الجالية المغربية، خاصة في جهة برشلونة، هي ظاهرة توزيع الاتهامات بشكل عشوائي ودون دليل واضح. يُتهم البعض بالانتهازية أو السعي وراء مصالح شخصية على حساب العمل الجماعي أو التضامن. هذه الاتهامات غالبًا ما تؤدي إلى تفكك الجهود وتضعف الحركات المدنية التي تسعى لخدمة الجالية والمجتمع.

مع ذلك، يجب أن ندرك أن هذه الظاهرة ليست جديدة أو حصرية على جهة معينة، بل هي سمة مشتركة في كثير من المجتمعات التي تعاني من الضغوط الاجتماعية والسياسية. وفي ظل عدم وجود إطار واضح للتواصل والحوار، تزداد الشكوك وتتصاعد الاتهامات.

لخلق نوع من التعاون بين مختلف الفعاليات أو دعم المبادرات دون الوقوع في فخ النزاعات، يمكن تبني بعض الحلول العملية:

1. تشجيع الحوار المفتوح: إنشاء منصات للتواصل المباشر بين الفعاليات المختلفة بهدف تجاوز سوء الفهم وتبادل الأفكار بشفافية.

2. التركيز على الأهداف المشتركة: على الرغم من الخلافات الصغيرة، هناك أهداف كبيرة تجمع بين الفعاليات مثل تعزيز الهوية المغربية، دعم قضايا الجالية، والمساهمة في التنمية المجتمعية.

3. دعم المبادرات بالصمت: ليس كل عمل يستوجب تصفيقًا أو نقدًا علنيًا. أحيانًا يكون الدعم في الصمت والتسامح مع الأخطاء البسيطة هو ما يحتاجه المجتمع لينمو.

4. تجاوز الأخطاء البسيطة: لا يوجد عمل مدني أو جماعي يخلو من الأخطاء. المهم هو تجاوز الأخطاء الصغيرة وعدم تضخيمها حتى لا تعيق العمل الأكبر.

5. تعزيز الثقة المتبادلة: بناء ثقافة الثقة بين الفعاليات المختلفة يتطلب وقتًا وجهدًا، لكن هذا يمكن أن يتحقق عبر التعاون المستمر والنية الصادقة في خدمة الجالية.

إن تدوينة رئيسة جمعية “أيادي فاطمة” تسلط الضوء على مشكلة اجتماعية قائمة تتعلق بالتسرع في الحكم والاعتماد على السماع بدل النظر المباشر والتحقق. في الوقت نفسه، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون بين الفعاليات المدنية لتجاوز الخلافات البسيطة، والتركيز على الأهداف المشتركة، من أجل بناء مجتمع قوي ومتماسك بين الجالية المغربية في الخارج، وخاصة في جهة برشلونة.

 

تعليقات