برشلونة تحتفي بمهرجان فاس للموسيقى العالمية الروحية في عرض مميز مزج بين الفن والروحانية
أحمد شويخين/ برشلونة.
استضافت مدينة برشلونة، يوم الأربعاء 9 أبريل 2025، عرضاً مميزاً لتقديم النسخة الثامنة والعشرين من مهرجان فاس للموسيقى العالمية الروحية، وذلك بقاعة Moragues del Born – مركز الثقافة والذاكرة. ويُعد هذا الحدث الثقافي البارز مقدمة رمزية لانطلاق المهرجان السنوي الذي يُقام في مدينة فاس بالمغرب في بداية شهر يونيو، ويجذب اهتماماً واسعاً على المستويين العربي والدولي.
نُظم العرض موسسة إبن بطوطة بتعاون بين مؤسسة روح فاس ، وبشراكة مع المعهد الأوروبي للمتوسط (IEMed)، وبدعم من بلدية برشلونة. وافتتح الأمسية محمد الشايب، رئيس مؤسسة ابن بطوطة، بكلمة رحب فيها بالحضور وقدم ضيوف الشرف، من بينهم عبد الرفيع الزويتن، رئيس مؤسسة روح فاس، وكزافييه مارسي، مستشار الثقافة والصناعات الإبداعية في بلدية برشلونة، إلى جانب جيما أوباريل، مديرة إدارة الثقافة والنوع الاجتماعي والمجتمع المدني ب IEMed كما عبّر المتدخلون عن اعتزازهم بالتقارب الثقافي الذي يخلقه هذا المهرجان بين ضفتي المتوسط.
وقد شهدت الأمسية حضورًا جماهيريًا واسعًا، استمتع بأجواء فريدة جمعت بين الموسيقى الروحية والحوار الثقافي. وكان من أبرز لحظاتها عرض موسيقي راقٍ قدمته مجموعة “نيلا نور”، وهي فرقة موسيقية تم تشكيلها خصيصاً لهذه المناسبة، تمزج بين موسيقى الفلامنكو والأندلس، وتضم أسماء لامعة في عالم الفن: أولفيدو لانزا (كمان)، بيدرو خافيير غونثاليث (غيتار)، عادل العمراني (عود)، أنطونيو سانشيز (إيقاع)، بالإضافة إلى الصوتين الآسرين نيهان ديفيشي أوغلو وليلى ياسمين.
واختُتمت الأمسية بأجواء مغربية أصيلة، حيث قُدّم الشاي المغربي والحلويات التقليدية للحاضرين، في لحظة رمزية عكست دفء الضيافة المغربية وروح التبادل الثقافي.
يُذكر أن مهرجان فاس للموسيقى العالمية الروحية يُعتبر التظاهرة الأهم التي تشرف عليها مؤسسة روح فاس. فمنذ تأسيسه عام 1994، رسّخ المهرجان مكانته كفضاء عالمي للحوار الروحي والثقافي، ومناسبة سنوية يلتقي فيها فنانون ومفكرون من مختلف أنحاء العالم لتكريس قيم التعايش والسلام.
وخلال عشرة أيام، تتحول مدينة فاس إلى منصة نابضة بالحياة، تستقبل فنانين من القارات الخمس في حفلات موسيقية وفعاليات فكرية تُقام في فضاءات تاريخية ساحرة. ومن خلال تنظيم هذا العرض في برشلونة، تؤكد المؤسسة سعيها إلى تعزيز البعد الدولي للمهرجان، وتوسيع آفاق التبادل الثقافي بين المغرب وأوروبا والعالم أجمع.