بين صمت الجُبناء وصوت الضمير: نداء يهز وجدان مسلمي أوروبا.
السوسي العلمي، رئيس جمعية إثران، ينتقد تقاعس المسلمين في أوروبا تجاه مجازر غزة.

أحمد العمري – برشلونة.
في وقت تتوالى فيه المجازر بحق المدنيين الأبرياء في غزة، وتتحول شاشات العالم إلى أرشيف من الدماء والدموع، لا يزال صوت الضمير خافتًا في أوساط الجاليات المسلمة بأوروبا، خصوصًا بإسبانيا. هذا الصمت المطبق دفع رئيس جمعية “أثران العلمي السوسي” إلى إطلاق نداء ناري على مواقع التواصل الاجتماعي، يدين فيه لا فقط آلة القتل، بل أيضًا تقاعس المسلمين في الخارج عن أداء دورهم الأخلاقي والإنساني.
في رسالته، لم يُجامل الرجل ولم يبحث عن الكلمات المنمقة، بل وصف بجرأة مؤلمة حالة التخاذل التي يعيشها جزء كبير من المسلمين في أوروبا. قالها بصراحة: “أنتم نفايات بشرية… تتحدثون باسم الله، لكنكم لا تحركون ساكنًا أمام مجازر تُرتكب في حق أطفالكم وإخوانكم”.
الرسالة، وإن كانت قاسية في تعبيراتها، تعكس إحباطًا عميقًا يشعر به كثيرون من أبناء الجاليات المسلمة الذين لم يجدوا في المساجد ولا في الجمعيات ولا حتى في خطب الجمعة موقفًا واضحًا أو تعبئة جادة لوقف نزيف الدم في فلسطين. أين هي الوقفات؟ أين هي بيانات الشجب؟ أين هو التضامن العملي؟
لقد تحوّلت بعض المساجد إلى أماكن للطقوس المجردة من الروح، بينما يذبح إخواننا أمام أعيننا. غاب صوت الخطباء، وغاب دور الجمعيات، وكأن فلسطين شأن داخلي لدولة لا نعرفها.
هذا الصمت لا يمكن إلا أن يُفسّر كتواطؤ بالصمت، أو جبن مغلّف بالحكمة الزائفة. وحين يخرج صوت مثل صوت رئيس جمعية “أثران العلمي السوسي”، فهو لا يصرخ فقط من أجل غزة، بل يصرخ في وجه مجتمع مسلم يعيش غيبوبة أخلاقية وروحية.
في المقابل، لا بد من الإشادة بكل الأصوات الحرة التي تنزل إلى الشارع، وتُدين، وتُحشد، وتتبرع، وتوثق، وتفضح. هي شموع في ليل حالك، وهم وحدهم من يستحقون لقب “المسلمون الحقيقيون”.
اليوم، لم يعد الصمت موقفًا حياديًا، بل صار جريمة في حد ذاته. ومن لا يملك الجرأة على قول كلمة حق، فليفسح المجال لمن لا زال في قلبه نبض.
تحية لكل من لا ينام وقلبه معلق بفلسطين، ولعنة على كل من باع ضميره تحت شعار الحياد. آن أوان أن نحاسب أنفسنا: ماذا فعلنا – نحن المسلمون في أوروبا – من أجل إخواننا في غزة؟