جالية

بييرا جهة برشلونة تتظاهر رفضًا للعنصرية ودفاعًا عن القاصرين الأجانب.

نعيمة العرفة القدسي – بييرا جهة برشلونة.

شهدت مدينة بييرا اليوم تظاهرة حاشدة للتنديد بالأحداث العنصرية التي استهدفت مؤخرًا عددًا من الشباب المقيمين بمركز الاستقبال “كاستيل دي فانغ”.

وقد بدأت هذه الأحداث بما بدا أنه مجرد شجارات بين بعض شباب المدينة، لكنها سرعان ما تطورت إلى اعتداءات جسدية خطيرة أسفرت عن إصابة عدد من القاصرين المقيمين بالمركز، وانتهت بمحاولة إحراق المبنى وهم بداخله، من طرف مجهولين لا يزال البحث جاريًا عنهم.

دعت إلى التظاهرة مجموعة من الجمعيات المحلية والأحزاب التقدمية، في خطوة تؤكد رفضها لجميع أشكال العنصرية، وخطابات الكراهية، والإسلاموفوبيا، والتمييز، والتضليل الإعلامي الذي تروّج له بعض الجهات اليمينية المتطرفة وأنصارها.

ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بالعيش المشترك، واحترام الحقوق الأساسية، وعلى رأسها حق القاصرين غير المصحوبين بذويهم في الأمن والكرامة والعيش الكريم. كما وُزّعت منشورات توعوية تحثّ على التصدي للإسلاموفوبيا، ووقف الاعتداءات على المساجد، والدفاع عن حرية ارتداء الحجاب، ومناهضة كافة أشكال العنصرية وكراهية الأجانب.

لكن ما أثار الانتباه في هذه التظاهرة، هو الغياب الملحوظ للجالية المغربية في بييرا، ثاني أكبر مدن الإقليم، رغم أنها تضم عددًا كبيرًا من المواطنين من أصل مغربي. كما غاب ممثلو الجمعيات والمؤسسات الدينية المغربية، باستثناء بعض النساء الشجاعات اللواتي شاركن رفقة بناتهن، ورفعن لافتات تندد بهذه الاعتداءات المؤسفة.

هذا الغياب يطرح تساؤلات حول الدور الحقيقي للنسيج الجمعوي المنحدر من أصل مغربي، ومدى استعداده للدفاع عن أبنائه، خاصة أولئك الأكثر هشاشة. كما يعكس، بكل أسف، غيابًا لروح المسؤولية والتضامن، ويعزز نزعة فردانية قد تسيء إلى صورة الجالية وتُضعف قدرتها على التصدي للتحديات المتزايدة التي تمسّ حقوقها وكرامتها الإنسانية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى