دولي

تعيينات قنصلية جديدة تعيد تشكيل وجه الدبلوماسية المغربية بالخارج.

لائحة التعيينات الجديدة في منصب قنصل عام لسنة 2025.

أحمد العمري – برشلونة.

أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن حركة واسعة في التعيينات القنصلية، شملت 22 منصباً من أصل 60، وهي خطوة غير مسبوقة منذ سنوات، لا تندرج فقط في إطار تجديد إداري روتيني، بل تعبّر عن إرادة سياسية واضحة في إعادة رسم معالم العمل القنصلي المغربي على ضوء التحديات الجديدة وتطلعات الجالية بالخارج.

لم تعد القنصليات مجرد مكاتب لتوثيق الأوراق أو إنجاز المعاملات الإدارية، بل أصبحت في قلب الرؤية المغربية الحديثة للدبلوماسية: واجهات إنسانية، ومراكز دعم للمواطن، وفضاءات تترجم الحضور المغربي في العالم إلى فعل يومي ملموس.

من خلال هذه التعيينات، تبعث المملكة برسالة قوية مفادها أن زمن اللامبالاة الإدارية قد ولى، وأن خدمة مغاربة العالم صارت أولوية تتطلب كفاءات ميدانية، تملك حساً بالمسؤولية وقدرة على الإنصات والتفاعل مع انتظارات الجالية، خاصة في دول مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والولايات المتحدة، حيث تتركز الجاليات المغربية الأكبر.

اللافت في هذه الحركة هو حضور النساء بنسبة 45٪ من التعيينات، ما يشكل طفرة في تمثيلية المرأة داخل الجسم القنصلي. لم يكن هذا الحضور مجرد تزكية رمزية، بل تم وفق معايير صارمة تراعي الكفاءة والتجربة، في انسجام مع التحول الذي تعرفه الإدارة المغربية نحو ترسيخ المساواة في تولي المسؤوليات العليا.

وفي ما يلي لائحة التعيينات الجديدة في منصب قنصل عام لسنة 2025:

  • فرنسا

    • باريس: السيدة حبيبة الزموري

    • بونطواز: السيدة وفاء الزاهي

    • فيلمومبل: السيد سعيد بن الطالب

    • كولومب: السيدة نادية ثالمي

    • تولوز: السيدة منال البشيري

    • أورلي: السيد ابراهيم رزقي

    • ليون: السيدة رجاء بنشجيع

    • أورايان: السيدة سليمة اليوسوفي

    • ليل: السيد عبد القادر عبدين

    • ستراسبورغ: السيدة لالة سمية البحاميدي

    • مونبوليي: السيدة المياء بناني

    • ديجون: السيد سهيل بوسلخن

    • باستيا: السيد محمد متوكل

  • إسبانيا

    • الجزيرة الخضراء: السيد عبد الله بيضود

    • بالما دي مايوركا: السيد زكرياء بلكا

  • إيطاليا

    • طورينو: السيد ياسين دادي

    • باليرمو: السيدة مريم ناصف

    • نابولي: السيد هشام سباطة

  • بلجيكا

    • لييج: السيدة نجاح ديمو

  • تركيا

    • إسطنبول: السيد ابراهيم أجولي

  • هولندا

    • أوتريخت: السيد عمر الخياري

  • الولايات المتحدة الأمريكية

    • نيويورك: السيد محمد أيت بيه

هذه اللائحة تعكس التوزيع الجغرافي المدروس الذي يراعي كثافة الجالية المغربية في الخارج، كما تعزز الحضور المؤسساتي المغربي في المناطق الاستراتيجية دولياً.

من بين القناصل المعينين، هناك 11 إطاراً يخوضون تجربة التمثيل القنصلي لأول مرة، مقابل 7 تم تنقيلهم من مهام سابقة، إضافة إلى 4 قناصل عادوا بخبرة سابقة. هذا التوازن بين الدماء الجديدة والخبرة الميدانية يعكس رغبة الوزارة في تجديد الدماء دون التفريط في التراكم المهني الضروري لضمان الاستمرارية والفعالية.

القنصليات اليوم تمثل أكثر من مجرد إدارات، إنها امتداد حيوي للسياسة المغربية في الخارج. ومن خلال هذه التعيينات، تترسخ رؤية المملكة لدبلوماسية متنقلة، متجذرة في الواقع، تقوم على الإنصات والتفاعل والاستجابة السريعة، وتؤمن بأن المواطن المغربي، حيثما وُجد، يستحق خدمة عمومية ذات جودة وفعالية.

ورغم كل ما سبق من خطوات واعدة، فإن دينامية التغيير هذه لم تخلُ من انتقادات وتساؤلات. إذ تشير بعض الأصوات داخل أوساط الجالية المغربية إلى استمرار منطق المحاباة في بعض التعيينات أو التمديدات، ما يُضعف منسوب الثقة في معايير الكفاءة والشفافية.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر مقربة من قنصلية المملكة في برشلونة بأن عدم إدراجها ضمن حركة التغيير الأخيرة خلف حالة من الاستياء الصامت في أوساط المتابعين والفاعلين الجمعويين، خاصة بعد ما وُصف بـ”سنوات عجاف” عاشتها الجالية في ظل أداء إداري لم يرقَ إلى مستوى التطلعات، حسب تعبير ذات المصادر.

هذا الواقع يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول معايير التمديد لبعض المسؤولين رغم تواتر الانتقادات، ويطرح الحاجة إلى تقييم شامل يراعي فعلاً نجاعة الأداء، لا فقط الاعتبارات الإدارية أو السياسية.

ولعل العودة إلى هذا الموضوع بتفصيل أوسع، خصوصاً فيما يخص بعض القنصليات التي لم يشملها التغيير، سيكون ضرورياً في مقالة لاحقة تسلط الضوء على مكامن الخلل وتُسهم في تعزيز مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى