تقديم دعوى قضائية ضد مازون وأخرى ضد سانشيز ومرلاسكا بتهمة “الإهمال في تقديم المساعدة” في إدارة أزمة الـ”DANA”.
كتالونيا24.
الـ”DANA” هو ظاهرة جوية تتميز بوجود كتلة من الهواء البارد في الطبقات العليا، مما يؤدي إلى أمطار غزيرة وفيضانات وأضرار كبيرة. خلال الأحداث الأخيرة، تأثرت عدة مناطق مثل جهة بالنسيا بأمطار شديدة تسببت في أضرار مادية ووضعت حياة السكان في خطر. يتطلب التعامل مع هذه الأحداث استجابة سريعة ومنسقة من السلطات للحد من الأضرار وحماية السكان.
تم تقديم الدعاوى من قبل منظمة Iustitia Europa تعتقد أن هناك تقصيرًا في إدارة الأزمة. وفقًا للمدعين، لم تتصرف السلطات بالكفاءة اللازمة ولم تطبق إجراءات وقائية فعالة، مما أدى إلى تفاقم الوضع وتعريض حياة الناس في المناطق المتضررة للخطر.
إيوستيتيا يوروبا Iustitia Europa هي منظمة قانونية غير ربحية تركز على تعزيز مبادئ العدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان في أوروبا. تتكون من محامين وقضاة وأكاديميين ومهنيين في المجال القانوني الذين يسعون لحماية استقلالية القضاء وتعزيز الشفافية والحياد في الأنظمة القضائية الأوروبية.
فيما يتعلق بكارلوس مازون، يُزعم أن حكومة فالنسيا لم تُفعّل بروتوكولات الطوارئ بالسرعة المطلوبة، مما أدى إلى تأخير في وصول المساعدات والموارد الأساسية. أما بالنسبة لبيدرو سانشيز وفيرناندو غراندي مرلاسكا، فتتهم الدعوى الحكومة المركزية بعدم التنسيق بشكل كافٍ لتقديم الدعم للمناطق الأكثر تضررًا.
يُعتبر “الإهمال في تقديم المساعدة” جريمة منصوص عليها في القانون الجنائي الإسباني، وتشير إلى الامتناع عن تقديم المساعدة للأشخاص الذين يواجهون خطرًا ويعتمدون على تدخل آخرين. على الرغم من أن هذه الجريمة تُطبق عادةً في حالات الطوارئ الفردية، يجادل المدعون بأن تصرفات القيادات السياسية أثناء أزمة الـ”DANA” تُعد خرقًا لواجباتهم في الحماية والاستجابة في حالات الأزمات.
أثارت الدعاوى القضائية نقاشًا حول مسؤولية القادة السياسيين في إدارة حالات الطوارئ المناخية والتحديات القانونية المرتبطة بتحميلهم مسؤولية “الإهمال في تقديم المساعدة”. بينما يرى بعض الخبراء أن إثبات العلاقة المباشرة بين القرارات السياسية والإخفاق في تنفيذ الواجبات القانونية أمر صعب، يرى آخرون أن الدعوى ضرورية لضمان المحاسبة.
تفاوتت ردود أفعال المتهمين؛ حيث دافع كارلوس مازون عن أداء حكومة فالنسيا، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لتنسيق الاستجابة وتقديم الدعم للبلديات المتضررة. من جهتها، أكدت الحكومة المركزية أن الموارد والإجراءات تم تنفيذها وفقًا للبروتوكولات المحددة، مع وعد بمراجعة وتعزيز آليات الاستجابة في المستقبل.
تسلط الدعاوى المقدمة ضد كارلوس مازون وبيدرو سانشيز وفيرناندو غراندي مرلاسكا الضوء على أهمية إدارة الأزمات بكفاءة وتنسيق، خاصةً في مواجهة الظواهر الجوية المتطرفة. تفتح هذه الدعاوى النقاش حول مدى قدرة المؤسسات على الاستجابة لمسؤولياتها القانونية، في ظل التحديات التي يفرضها التغير المناخي على إدارة الأزمات في إسبانيا. قد تمثل تطورات هذه القضايا سابقة لكيفية تحميل القادة السياسيين المسؤولية في حالات الكوارث الطبيعية وحماية المواطنين.