دولي

توتر دبلوماسي جديد: إسرائيل تستدعي السفيرة الإسبانية عقب تصريحات بيدرو سانشيز.

كتالونيا24.

بلغت الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا وإسرائيل مرحلة جديدة من التصعيد، بعدما استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الخميس السفيرة الإسبانية في تل أبيب، آنا ماريا سالومون بيريز، على خلفية التصريحات الصارمة التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيث أمام البرلمان، حين قال:

في إشارة مباشرة إلى إسرائيل وعملياتها العسكرية المتواصلة في قطاع غزة، والتي خلفت آلاف القتلى المدنيين، وفق تقديرات منظمات حقوقية دولية.

ووصفت الحكومة الإسرائيلية هذه التصريحات بأنها “خطيرة وغير مقبولة”، مشيرة إلى أن استدعاء السفيرة يهدف إلى “تقديم احتجاج رسمي على أقوال مسيئة لا أساس لها من الصحة”، وفق ما ورد في بيان رسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية.

تشهد العلاقات بين مدريد وتل أبيب تدهورًا متسارعًا منذ أشهر، خاصة في ظل الانتقادات العلنية التي توجهها الحكومة الإسبانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وقد تفاقم الوضع مؤخرًا عقب إعلان الحكومة الإسبانية إلغاء صفقة تسلح مع شركة الأسلحة الإسرائيلية “IMI Systems” بقيمة 6,6 ملايين يورو، وهو القرار الذي فُسر على نطاق واسع بأنه رسالة سياسية ضد النهج العسكري الإسرائيلي.

يُضاف إلى ذلك الدعم العلني الذي أبدته إسبانيا للدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة، إلى جانب التصريحات المتكررة من قبل سانشيث بشأن نية بلاده الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.

في مدريد، أكدت مصادر دبلوماسية أن تصريحات رئيس الحكومة تنسجم مع التزامات إسبانيا في مجال القانون الدولي الإنساني والدفاع عن حقوق الإنسان. في المقابل، وجهت بعض أحزاب المعارضة انتقادات لسانشيث، معتبرة أن أقواله تضر بمكانة إسبانيا الدولية وتخرق “مبدأ الحياد الدبلوماسي”.

أما في إسرائيل، فقد وصفت بعض وسائل الإعلام المقرّبة من الحكومة تصريحات سانشيث بأنها “شعبوية خطيرة”، واتهمته بتبني مواقف “عدائية” ضد الدولة العبرية.

يرى مراقبون أن حدة لهجة سانشيث تحمل أيضًا أبعادًا سياسية داخلية، حيث يسعى إلى تعزيز تماسك تحالفه الحكومي، لا سيما مع شريكه حزب “سومار” المعروف بمواقفه المنتقدة بشدة لإسرائيل والداعمة للقضية الفلسطينية.

وفي ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، تتصاعد الأصوات داخل أوروبا المطالبة باتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل. وتبدو إسبانيا الآن من الدول التي تتصدر هذا التحول في الخطاب الأوروبي، ما قد يُنذر بمزيد من التوترات في العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى