جريمة ضد الاصول ببلدة البهاليل إقليم صفرو .

إسبانيا / يوسف بوسلامتي .

صدمت ساكنة البهاليل المعروفة بهدوئها التام وطيبة اخلاق ابنائها بخبر شاب يبلغ 32 سنة من العمر المسمى قيد حياته عبد اللطيف ، ر ، يقتل والدته المسماة قيد حياتها زبيدة ، ي ويرمي بنفسه من سطح المنزل بحي جماعة ،

وقد قام الجاني بقتل والدته ذبحا باستخدام سكين من الحجم الكبير، مما أدى إلى وفاتها ، وبعد ذلك ألقى بنفسه من سطح المنزل ، حيث هرع رجال السلطة المحلية وعناصر من الدرك الملكي إلى مكان الحادث لإجراءات التحقيقات الازمة واتخاذ المتعين تحت إشراف النيابة العامة المختصة ، وبعد ذلك تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بصفرو بينما جرى نقل الجاني إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس تحت حراسة مشددة والذي توفي هو الآخر.

وحسب إفادة بعض معارف الجاني انه كان يعاني من اضطرابات نفسية و مواظبا على الصلوات الخمس في المسجد ، وقبل مرضه كان مجتهد في دراسته حاصل على دبلوم في اللغة الالمانية ، عاش رفقة أمه (رحمهما الله ) سنين بعد وفاة والده ، للأسف هذا الحادث خلف صدمة لدى الجميع .

(ولي ماخرج من الدنيا ما خرج من عقايبها )

أما إحدى الجارات خديجة ،ي: إن اطفالنا لم يناموا ليلة البارحة من هول الصدمة ، كما سبق لبعض الجيران تقدموا بشكايات دون جدوى ، وكانت امه آنذاك تذهب عند الدرك وتصرح بان ابنها مظلوم وهو سوي وغير مختل حتى اصبحت هي الضحية ، وقد استعانت سيدة تقطن جوارهم بكامرتين واحدة بباب المنزل وأخرى بالسطح . في ما أكد محمد ، ل ان الجاني كان انطوائيا و مواظبا على الصلوات ، لكنه لا يصلي جنبا لجنب مع المصلين ، بل كان يذهب إلى آخر المسجد ويصلي لوحده ، واضاف ان هناك حالات كثيرة بالبهاليل ، كحالة أحد المرضى النفسيين الذي بقطن بحي المسيلة فهو دائم الصياح يزعج الساكنة ، و يكسر كل ما وجد بالمنزل بل ويمنع العائلة من زيارة والدته ، وفي إحدى الايام تعدى على والدته بالضرب وحوكم آن ذاك بثلاثة اشهر حبسا نافذة ، عائلته حاليا تعيش في رعب دائم

وفي تصريح لياسين عنتر أحد ابناء مدينة البهاليل الذي صدم بالفاجعة مثله مثل باقي الساكنة والذي ارجع كل ذلك لعدم وجود فرص شغل للعديد من شباب هذه المدينة الذين يلجؤون إلى المقاهي لتعاطي المخدرات ، كما طالب من الجهات المسؤولة التصدى لظاهرة التعاطي للمخدرات بكل انواعها التي تفشت وبالاخص ببعض المقاهي التي تبقى مفتوحة لوقت متأخر من الليل ناهيك عن الكلام الساقط والمشاجرات التي تحدث من وقت لآخر وأخص بالذكر مقاهي توجد بحي أگابير .

فيما استنكر رئيس المكتب الإقليمي للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بصفرو خبر الجريمة المروعة التي شهدتها مدينة البهاليل ، و عبر عن إدانته الشديدة لهذا الفعل الذي يتنافى مع كل القيم الإنسانية والدينية و إعتبر هذا العمل الوحشي منافيآ للقيم الدينية والأخلاقية والقوانين الإنسانية التي تحرم العنف بكل اشكاله والإعتداء على الأصول ، كما أطالب الجهات المختصة بفتح تحقيق شامل وعاجل في ملابسات الحادث لمعرفة الدوافع وراءه .

نحن بدورنا بجريدة كاتالونيا 24 نطرح سؤالا موجه للجهات المعنية ، هل المختلون عقليا او ذوي الإضطرابات النفسية مكانهم هو الشارع وسط المواطنين العاديين ووسط عائلاتهم ؟

المختل عقليا له نفس ما لسائر البشر من حقوق ، وله الحق في الحصول علي الرعاية والعلاج الطبيين المناسبين وعلي قدر من التعليم والتدريب والتأهيل والتوجيه يمكنه من إنماء قدراته وطاقاته إلي أقصي حد ممكن ، كما ان السلطات مسؤولة عنهم ، لأن القانون يمنع تركهم في الشوارع يهددون حياة الناس وصحتهم ، كما أن أهل المختل عقليا مسؤولون عن التقاعس في علاجه والاهتمام بتصرفاته وتحذير الآخرين منه إن كان عدوانيا.

يجب على الكل ان يتحمل مسؤوليته كل من موقعه ، وليس التباكي والجري والتأسف حين تقع الفأس في الرأس .