“جمعية أيادي فاطمة”.. حين يتحوّل رمضان إلى موسم للرحمة داخل السجون والمستشفيات بكتالونيا.

أحمد العمري/ برشلونة.

في شهر الرحمة والتضامن، ورغم الإكراهات التي واجهتها هذه السنة، أبت جمعية “أيادي فاطمة” إلا أن تستمر في أداء رسالتها الإنسانية والاجتماعية، عبر سلسلة من المبادرات التي أعادت لرمضان معناه الحقيقي في جهة كتالونيا.

فعلى غير العادة، ونتيجة حرمانها من المطعم الذي اعتادت تنظيم موائد الإفطار الجماعية فيه خلال السنوات الماضية، وجدت الجمعية نفسها هذا العام أمام تحدٍّ كبير. غير أن ذلك لم يُثنِ مؤطريها ومسؤوليها عن البحث عن حلول بديلة، فكان القرار موجهاً نحو فئات تُهمّش غالباً في مثل هذه المناسبات: المرضى في المستشفيات، ونزلاء السجون، من بينهم عدد من المهاجرين المغاربة.

في سجنين مختلفين بجهة كتالونيا، تمكنت الجمعية من تقديم وجبات إفطار رمضانية متكاملة للمعتقلين المسلمين، لا سيما من أصول مغربية. المبادرة لم تكن فقط لتوفير الطعام، بل شكّلت جسراً نفسياً ومعنوياً يربط المعتقلين بالخارج، ويمنحهم إحساساً بأنهم ليسوا منسيين.

أحد النزلاء عبّر عن امتنانه برسالة جاء فيها:
“رمضان هنا صعب، لكن هذه المبادرة خفّفت عنا كثيراً، لم نشعر أننا لوحدنا. شكراً لمن فكر فينا ولم ينسنا.”

المبادرة شملت أيضاً زيارات إلى عدد من المستشفيات ببرشلونة وضواحيها، حيث تم توزيع وجبات الإفطار على مرضى من الجالية المسلمة، كانوا صائمين في ظروف صحية صعبة.

لم تكن هذه المبادرات لتتحقق لولا تضافر جهود عدد كبير من المتطوعين، الذين اشتغلوا في الخفاء طيلة أيام رمضان، لتحضير وتغليف وتوزيع الوجبات.

وقد عبّرت المصالح الاجتماعية بوزارة العدل في الحكومة الكتالانية عن تقديرها لهذه المبادرة، ووجهت رسالة شكر رسمية للجمعية، مشيدة بالجهد الإنساني الذي بُذل رغم ضيق الإمكانيات، ومعتبرة ما تم إنجازه نموذجاً يحتذى به في العمل الجمعوي الجاد.

وفي ختام الشهر الفضيل، نشرت رئيسة جمعية “أيادي فاطمة” تدوينة على صفحتها الرسمية جاء فيها:
“الشكر موصول لكل من ساهم من قريب أو بعيد، نعتذر إن نسينا أحداً، تقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال. وجزانا وجزاكم خيراً من خيركم. تذوق الجميع من المرضى والقاصرين والمعتقلين وبعض العائلات المحتاجة دفء رمضان الحقيقي.”

تعليقات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد