جمعية ابن زيدون تبدع في افتتاح موسمها الثقافي بعرض فيلم الإمبراطور.

أحمد العمري/كتالونيا.

رغم حالة الجمود التي تعرفها العديد من الجمعيات الثقافية في كتالونيا، إلا أن جمعية ابن زيدون للفنانين والمبدعين تثبت قدرتها على خلق التميز والابتكار، رغم حداثة تأسيسها. هذه الجمعية تسعى جاهدة إلى كسر الرتابة وإحياء العمل الثقافي من خلال أنشطة فنية هادفة، تضع الإبداع في قلب معالجة القضايا الاجتماعية.

وفي خطوة جديدة تعزز هذا التوجه، تفتتح الجمعية موسمها الثقافي والفني لعام 2025 تحت شعار “الفن السابع كأداة لمعالجة مشاكل المجتمع”، وذلك بعرض الفيلم السينمائي القصير “الإمبراطور”، من إخراج المبدع الواعد نبيل الحمري وبطولة النجم المغربي عزيز داداس. الدعوة مفتوحة أمام الجميع لحضور هذا الحدث الفريد الذي يمثل نقطة تحول في الحراك الثقافي المحلي.

الفيلم من إخراج الشاب نبيل الحمري هو أحد الأسماء التي تشق طريقها بثبات في عالم الفن السابع. تخرج من معهد الدراسات السمعية والبصرية حاملاً دبلوماً في المجال السينمائي والتلفزيوني، وبدأ مسيرته كمصور محترف، حيث عمل في أعمال سينمائية وبرامج تلفزيونية إلى جانب مخرجين بارزين.

انتقل الحمري إلى مدينة برشلونة الإسبانية، حيث واجه تحديات الحياة في المهجر، ما دفعه للابتعاد عن الساحة الفنية لسنوات. ومع ذلك، عاد مؤخراً بقوة بفيلم “الإمبراطور”، وهو عمل يعكس إصراره على النجاح وشغفه بالسينما.

الفيلم الذي أخرجه وأنتجه الحمري يجسد تجربة سينمائية قصيرة، لكنها مليئة بالمعاني والقضايا التي تلامس الواقع الاجتماعي. قدم النجم المغربي عزيز داداس أداءً مميزاً يعكس خبرته الفنية، ما أضفى على الفيلم قيمة فنية عالية.

إلى جانب السينما، أثبت الحمري تفوقه في مجال الفيديو كليب، حيث أخرج وأنتج أغنية مصورة للفنانة إيمان قرقيبو. نالت هذه الأغنية إعجاب الجمهور، لتؤكد موهبة الحمري في التنقل بين الفنون المختلفة وتقديم أعمال ذات جودة عالية.

لا شك أن البداية في بلاد المهجر مليئة بالصعوبات، لكن نبيل الحمري يمثل نموذجاً للإرادة الصلبة التي تحول التحديات إلى فرص للنجاح. من خلال فيلمه وأعماله الأخرى، يبرز كيف يمكن للفن أن يكون أداة لتجسيد القضايا الاجتماعية وبناء جسور بين الثقافات.

عرض فيلم “الإمبراطور” في افتتاح موسم الجمعية هو خطوة جريئة في مسار التميز الثقافي الذي تطمح إليه جمعية ابن زيدون. هذا الحدث هو دعوة للجمهور للاستمتاع بعمل سينمائي مبدع وللتأمل في كيفية استخدام الفن كوسيلة لمعالجة مشاكل المجتمع وإحياء الروح الثقافية في كتالونيا.