حوار صحفي مع السيدة القنصل العام للمملكة المغربية بجهة تراغونا الكتلانية. 3/1.
العمل القنصلي لا يقتصر فقط على الشق الإداري بل تعداه للاستجابة لإشكالية الثقافة والهوية لدى الأجيال الجديدة.
تراغونا / يوسف بوسلامتي .
كعادتها جريدة كاتالونيا 24 دأبت على إجراء حوارات هادفة مع مسؤولين سواء مغاربة أم اجانب تنويرا للرأي العام وكذا الجالية المغربية المقيمة خارج ارض الوطن .
وفي هذا الإطار جريدة كاتالونيا 24 تجري حوارا حصريا مع السيدة القنصل العام للمملكة المغربية بجهة طراغونا السيدة إكرام شاهين لتسليط الضوء على عدة اسئلة تطرح .
ولكي لا يمل القراء الأعزاء من القراءة لطول الحوار ارتأينا ان نقسمه إلى ثلاثة اجزاء .
(الجزء الاول ):
س / إكراهات العمل القنصلي عديدة ومتنوعة، مثلا هناك نقص في الموارد البشرية وغيرها هل يمكنكم ان تحيطوا الجالية المغربية المقيمة بنفودكم الترابي بكل التفاصيل ؟؟؟؟
ج / عرف العمل القنصلي طفرة نوعية، خصوصا في السنوات الأخيرة، بفضل العمل الدؤوب الذي تقوم به وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج والذي ينبني على التوجيهات الملك السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وفي هذا الإطار، إن مهمتي كقنصل عام للمملكة المغربية في تاراغونا هي مهمة ومسؤولية أعتز بها، كما أنها شرف كبير لي شخصيا ، وجب التذكير أولا على ضوء هذه المقاربة، بالمجهود المبذول من طرف السلطات الحكومية المختصة ببلادنا من أجل تأهيل وتحديث المراكز القنصلية بالخارج، من خلال عملية إعادة التقطيع القنصلي، و يجدر التذكير أن مجال اشتغال هذه القنصلية العامة يضم جهة تاراغونا (Tarragona) وليريدا (Lérida) داخل منطقة كاطالونيا وجهة سرقسطة(Saragosse) والويسكا (Huesca) والترويل (Teruel) مجموع منطقة آرغون (Aragon) ويبلغ عدد المواطنين المغاربة القاطنين بهذه الدوائر أكثر من 140.000 نسمة حسب الإحصائيات الرسمية ، وتعد إكراهات العمل القنصلي عديدة ومتنوعة، و تجب الإشارة أولا إلى أن الموارد البشرية التي تشتغل بالقنصلية العامة (أطر و أعوان محليين)، يكون تأهيلها و توظيفها مهم للغاية من أجل فتح باب الحوار والتواصل الفعال مع أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج ومن أجل الأخذ بعين الاعتبار لطموحاتها وانتظاراتها وخصوصا مع تصاعد مطالب الأجيال الجديدة، بثقافتها ورهاناتها المستقبلية والتعاطي مع مشاكلهم القنصلية والاجتماعية والإدارية بما يستجيب لمتطلباتهم ويعطي أجوبة آنية وعملية لأسئلتهم المطروحة ، كما أن التحديات اليومية التي كثيرا ما تواجهها القنصلية العامة في خدمة جاليتنا المغربية المقيمة بالخارج، ترتبط أساسا بالتوفيق بين مشاكلها وأوضاعها الخاصة فيما يتعلق بالقوانين والإجراءات المعمول بها على المستوى المحلي، حيث ومن واجبها الدفاع عن مصالحها وحمايتها، بما يتوافق مع المتطلبات القانونية المعمول بها في بلد الإقامة.
نذكر على سبيل المثال مواطنينا المغاربة الذين هم في وضعية غير نظامية، خاصة القاصرين، فضلا عن المشاكل التي تواجهها الأسر المغربية في اندماجها في بلد الإقامة بعد وصولها من المغرب، على وجه الخصوص، وفيما يتعلق بوضعية الأطفال الذين قد يتم فصلهم عن عائلاتهم بسبب عدم معرفة هذه الأخيرة بالقوانين الإسبانية المعمول بها محليًا ، كما اتسمت المقاربة الجديدة في العمل القنصلي بعدم الاقتصار فقط على الشق الإداري بل تعدته للاستجابة لإشكالية الثقافة والهوية لدى الأجيال الجديدة، وكيفية التعامل مع الكفاءات المغربية في الخارج والاستفادة من خبرتها، بالإضافة إلى تقوية التواصل مع الجمعيات المغربية وحثها عل القيام بدورها من خلال إ شراكها في إشكالية الثقافة والهوية والأوراش الوطنية وعلى الخصوص الدفاع عن قضية الوحدة الترابية لبلادنا.
وإثر خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، الداعي إلى إحداث آلية مكلفة بدعم مهارات ومواهب المغاربة بالخارج ، و دعم كفاءاتهم و مبادراتهم ومشاريعهم ، قمت شخصيا بإجراء العديد من الاتصالات في هذا السياق ، بهدف التعرف بشكل أفضل بالملفات التعريفية والتفاعل المستمر معهم وبالتالي تقديم المزايا المتاحة لهم في المملكة المغربية وفي القطاعات المرتبطة بعملية التنمية والاستثمار في بلادنا.
س/ انطلاق العمل بالموعد له ماله وعليه ما عليه من حيث طلب الموعد وتأخير الرد ، مما يضيع عدة فرص على الحالات المستعجلة التي لا يمكنها الانتظار، فكيف يتم التعامل مع الحالات المستعجلة ؟؟؟؟؟
ج / لتوفير خدمات قنصلية ذات جودة لفائدة المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج، تم تعميم المنظومتين الإلكترونيتين الخاصتين بتحديد المواعيد “Rendez-vous”، والتمبر الإلكتروني “eTimbre” الخاص بأداء الرسوم القنصلية إلكترونيا، على كافة البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة ، ويجسد اعتماد وتفعيل هذه المنظومة ، التي لطالما شكلت مطلبا لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، من أجل تحسين ظروف استقبالهم في البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية وبالتالي، فإن المنظومة الإلكترونية لتدبير المواعيد ، إسوة بما هو معمول به في إدارات البلدان المضيفة، تمكن من الاستجابة لتطلعات المغاربة المقيمين بالخارج في الحصول على خدمات قنصلية عصرية وذات جودة ، وتتيح هذه المنظومة لأفراد الجالية المغربية، أيضا، سلاسة الاستفادة من الخدمات القنصلية في ظل شروط استقبال ملائمة، وكذا تقليص الحيز الزمني المطوب، فضلا عن جودة الاستقبال والخدمة المسداة لهم ، كما أنها تساهم بشكل كبير في الحد من الاكتظاظ أمام المصالح القنصلية للمملكة، وتتيح للبعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية تدبيرا أمثل للفضاء المخصص للاستقبال، وتوظيف التكنولوجيات الحديثة للاتصال في تجويد الخدمات القنصلية.
و حرصا على ضمان سبل النجاح الكامل لهذا المشروع، تم توفير المواكبة للمستخدمين من قبل “مركز نداء قنصلي” وكذلك من قبل المصالح القنصلية للمملكة بالخارج ، و تجدر الإشارة أن الحالات المستعجلة يتم قبول طلباتها في نفس اليوم و ذلك بعد تقديم ما يبرر ذلك، و هذا البند مقرر سلفا في المساطر المعمول بها في المنظومة الإلكترونية الخاصة بتحديد المواعيد “Rendez-vous”،
وفي إطار عملية رقمنة اداء الرسوم القنصلية التي أطلقتها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بتنسيق مع الخزينة العامة للمملكة، تشكل منظومة التمبر الإلكتروني الخاص بأداء الرسوم القنصلية إلكترونيا، لبنة أساسية لعصرنة العمل القنصلي ، ويهدف اعتماد هذه المنظومة إلى تعزيز مناخ الثقة بين المستخدمين والمصالح القنصلية لتحسين شفافية المعاملات الإدارية.
س / هل يمكن ان تمدنا بعدد الإجراءات المختلفة الإدارية التي تنجز يوميا بالقنصلية؟؟؟؟
ج / إن عدد الإجراءات الإدارية المختلفة التي تنجز يوميا بالقنصلية العامة هو في تزايد مستمر، و في هذا الإطار نذكر بعض الأمثلة، حيث تلقى مصلحة الجوازات يوميا ما بين 80 الى 100 طلب للحصول على جواز السفر البيومتري، ويتم إحالتها على المصالح المركزية في نفس اليوم بعد مراجعتها والمصادقة عليها، و على مستوى، مصلحة الحالة المدنية، يتم تسجيل ما بين 15 إلى 20 ولادة جديدة يوميا، وتحرر العقود في نفس اليوم بالسجل الأصلي في انتظار التوصل بالنظائر، و على مستوى مصلحة المصادقة على الوثائق، قد يصل عدد الإجراءات في بعض الأحيان إلى أكثر من 100 تدخل يوميا ، بالإضافة إلى مصلحة التوثيق والعدول ومصلحة التأشيرات.
س / العمل القنصلي لا يقتصر فقط على الإجراءات الإدارية بل له تفرعات أخرى، نود ان نعرف الاعمال الأخرى التي تقوم بها القنصلية ؟؟؟؟؟؟
ج / تشكل الدعوات الملكية السامية التي تحث التمثيليات الديبلوماسية والقنصلية على خلق جسر التواصل البناء والهادف مع الجالية، والتواصل والاتصال بها بشكل إيجابي، خطة طريق تتبعها هذه القنصلية العامة ، كما أن الحديث عن برامج موازية تهم الجالية المغربية يرتبط أساسا بالأنشطة والاحتياجات التي تقوم عليها بمعنى آخر، فإن الأنشطة الموازية التي تنظمها القنصلية العامة بطاراغونا تفرضها طبيعة المناطق التي تعمل بها الجالية، خاصة وأن الجالية المغربية بهذه المنطقة تمثل قوة ضغط وقيمة مضافة للدبلوماسية الموازية التي أثبتت جدواها وفعاليتها وتأثيرها في الدفاع عن مصالح المغرب، وفي مقدمتها مسألة الصحراء المغربية والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ، كما ان القنصلية العامة في تاراغونا تدعم بشكل دائم المهارات المغربية في هذه المنطقة من كاتالونيا، من خلال برامج الدعم والتوجيه. وتشكل هذه المهارات مصدر قوة للمغاربة المقيمين في المهجر في وطينتهم والتزامهم وقدرتهم على التعبئة في إطار هياكل وتحالفات وتجمعات معروفة بديناميتها ونشاطها الدائم والمتواصل من أجل مصلحة وطنها المغرب.
يتبع ……….3/1 .