كتالونيا24.
شهدت تصريحات عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حول قضية الصحراء المغربية تفاعلات واسعة بين المغاربة، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي. ففي حين تعتبر قضية الصحراء المغربية إحدى القضايا الوطنية الكبرى التي تحظى بإجماع شعبي وسياسي داخل المغرب، فإن أي موقف يُنظر إليه على أنه يمس بالوحدة الترابية للمملكة يثير ردود فعل قوية.
قضية الصحراء المغربية ليست مجرد نزاع إقليمي بالنسبة للمغاربة؛ بل هي مسألة وطنية تعكس روح الانتماء والوحدة الوطنية. يُظهر الشارع المغربي إجماعًا واسعًا حول دعم سيادة المغرب على صحرائه، حيث تُعتبر هذه القضية رمزًا للسيادة الوطنية ووحدة التراب.
من هذا المنطلق، يتعامل المغاربة بحزم مع أي خطاب يُفهم منه أنه يشكك في مغربية الصحراء، وهو ما يُفسر الانتقادات التي وُجِّهت لعزيز غالي.
تصريحات غالي حول الصحراء المغربية أثارت موجة استنكار بين المغاربة، الذين رأوا أنها لا تعكس الإرادة الشعبية ولا الإجماع الوطني.
أعرب العديد من المغاربة عن رفضهم المطلق لمواقف قد تُفهم كتشكيك في مغربية الصحراء.
شدد المغاربة على أن قضية الصحراء تُعتبر خطًا أحمر، وأن أي موقف مخالف للإجماع الوطني يضع صاحبه في مواجهة مباشرة مع الشارع.
إلى جانب الانتقادات، دعا البعض إلى ضرورة فتح نقاش داخلي بين مختلف الأطياف حول القضايا الوطنية، مؤكدين أن المصلحة العليا للبلاد تتطلب وحدة الصف وتجنب الخلافات التي قد تؤثر على الإجماع الوطني.
تصريحات غالي تأتي في سياق سياسي حساس، حيث يشهد المغرب تطورات إيجابية على صعيد ملف الصحراء. فقد حصلت المملكة على دعم دولي واسع لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع، وهو ما يعزز موقفها الإقليمي والدولي.
في المقابل، يُنظر إلى أي موقف قد يُفهم منه المساس بالوحدة الترابية على أنه يخدم أجندات معادية للمصالح الوطنية، خاصة في ظل محاولات الجزائر وجبهة البوليساريو عرقلة تقدم المغرب في هذا الملف.
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي يترأسها عزيز غالي، معروفة بدورها في الدفاع عن حقوق الإنسان. إلا أن تصريحات غالي أثارت تساؤلات حول مدى التزام الجمعية بمواقف تراعي التوافق الاجتماعي حول القضايا الحساسة.
يبقى التوافق الاجتماعي حول قضية الصحراء المغربية ركيزة أساسية لوحدة المغاربة. وفي حين أن الاختلاف في الرأي يُعتبر جزءًا من الحياة الديمقراطية، فإن قضية الصحراء تُعد استثناءً نظرًا لحساسيتها ورمزيتها الوطنية. لهذا، تُشكل ردود الفعل على تصريحات غالي رسالة واضحة تعكس تمسك المغاربة بوحدتهم الترابية، ودعوة صريحة للحفاظ على الإجماع الوطني.