رسالة للمواطن الذي يهمه الأمر.
ق. م/ إسبانيا.
تتهاطل من كل وجهة و صوب رسائل السخط و الغضب من طرق تدبير الادارات المركزية و اللامركزية و الوزارات والبلديات.. و تذهب في ذلك مذاهب الشجب و النقد والاحتجاج و حتى الاصطفاف إلى جانب الصواب بالقذف و السب. … كل هذا دون الانتباه إلى ان المنظومة لا تحلل المواطن من مسوولية علتها و ان المسؤول الاول و الأخير يظل هو المواطن نفسه الذي يتحمل جل المسؤولية،
اولاً بخنوعه للمنظومات الفاسدة و القبول بالامر الواقع دون ان يرفع سبابته للعمل على التغيير، فلا احد ياخذ قلما او مفتاح هاتفه للتبليغ عما يراه من مظاهر الفساد و لا احد يكتب شكواه للمسؤولين . بل ينخرط في المنظومة الفاسدة بالبحث عن المخرج بأقل الخسائر.
ثانيا : بمساهمته في ترسيخ أسلوب الفساد و تحذيره في المسارات الحالية لكل المساطر و ذلك بالسعي و بكل السبل و الوسائل إلى الحصول على امتيازات الخدمات و التجاوزات و الاستثناءات، بالبحث عنّ الوسائط و السماسرة و ذوي القربى و علاقات المصاهرة و النسب و الانتساب القبلي و العرقي بل و الاخطر بالترغيب و الإرشاء و تبادل المصالح و تقاسم الامتيازات المسلوبة و المنهوبة.
ثالثا : عن طريق التزام الصمت في فترة الانتخابات و الحياد السلبي و الذي يمكن الطغمة و زبانيتها من التحكم في المشهد السياسي و القيادي في المؤسسات المنتخبة و استقطاب الضمائر الغائبة للاستعانة بها في الهش على القطيع و اقتطاع هوامش الربح من الصفقات و الميزانيات. بل و احيانًا يساهم المواطن بشكل فاضح في تفشي الفساد بانتخاب أولياء الأمر بفكر العشيرة و صلة الدوار و القبيلة دون اية مقاربة تلتقي بالنزاهة و الاختصاص و التفرغ للصالح العام و لا حتى بمستوى دراسي مقبول.. يفوق بعض الشيء عن الشهادة الأبتدائية المزورة …
رابعا؛ بالعزوف التام عن المشاركة في كل أشكال التكتل و العمل داخل جمعيات من المجتمع المدني و التي تفسد بدورها حينما لا يقوم المواطن بالإسهام الفعلي في تدبيرها و مراقبة عملها و حضور اجتماعاتها… بل يتم تجاهل هذه التشكيلات القانونية و احيانا يتم انشاؤها لإرضاء طموحات شخصية للأفراد و تنتهي بالتحكم و التفرد بالسلطة و من ثم تسقط هي و تسقط معها الثقة و الاهتمام. و تصبح مرجعا للمجتمع تستشهد به لرمي الجمعيات جميعها بالفساد و الخنوع و السقوط في حماية و تحت يد الفاسد و المفسد …
خامسا : يساهم المواطن في ترسيخ الفساد بشكل معنوي حينما يسلم امام الناس و امام الاجيال الصاعدة بهذا المصير المحتوم و يجعل منه لبنة صلبه و شكلا من أشكال آلعمل القائم بالقوة و الدائم للابد….كما لو ان القاعدة هي الفساد و ان الجميع محكوم عليه ان يتعايش معه إلى الابد. بينما الواجب يقتضي ان يرشد الجيل الجديد إلى استعمال كل الوسائل التكنولوجية الجديدة لفضح الفساد و المفسدين و التواصل الايجابي حول مساطر و أساليب اللجوء القوانين و السلطات المختصة للإسهام في تنظيف المشهد العام و تحقيق المساواة و العدالة للأفراد..و خلق تقليد جديد داخل المجتمع المدني يرمي إلى تخليق المجتمع اولا … و إبتداءا. قبل كل شي و قبل اي شي