سانت جوردي: يوم الحب والكتب والهوية الثقافية في كتالونيا.

كتالونيا24.

في كل 23 من أبريل، تتزين كتالونيا بالورود والكتب، وتغمرها أجواء احتفالية مميزة احتفاءً بسانت جوردي، شفيعها وحاميها. هذا اليوم لا يحيي فقط أسطورة الفارس الذي أنقذ الأميرة من التنين، بل أصبح رمزاً للحب والثقافة والهوية الكتالونية.

جرت العادة أن يُهدي الرجال النساء وردة، بينما تهدي النساء كتاباً، غير أن التقاليد تطورت اليوم ليبادل الجميع الكتب والزهور على حد سواء. تتحول الشوارع إلى معارض مفتوحة تعج بأكشاك الكتب والورود، حيث يحضر كبار الكتاب والمؤلفين للتوقيع للقراء.

وتحكي الأسطورة أن تنيناً كان يرعب مملكة بأكملها، وعندما اختيرت الأميرة ضحية له، تصدى له سانت جوردي وقتله برمحه. ومن دم التنين نبتت وردة حمراء، قدمها الفارس هدية للأميرة.

ولا تقتصر أهمية هذا اليوم على طابعه الرومانسي، بل هو أيضاً مناسبة للاحتفاء بالثقافة واللغة الكتالونية، خاصة في ظل الاعتزاز المتجدد بالهوية الثقافية. وتزامن اليوم مع الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، تخليداً لذكرى وفاة ميغيل دي ثيربانتس وويليام شكسبير، يعزز من رمزية هذا الحدث الثقافي.

في برشلونة، تتحول شوارع مثل باسيج دي غراسيا، لارامبلا وساحة كتالونيا إلى قلب نابض بالاحتفالات، بينما تنظم الفعاليات في جميع القرى والأحياء من معارض أدبية، وقراءات جماعية، وحفلات موسيقية. إنه يوم ينبض بالحياة ويعبر عن عمق الارتباط بين الماضي والحاضر، بين الأسطورة والواقع.

سانت جوردي هو أكثر من مجرد تبادل للكتب والزهور؛ إنه احتفال بالحب، بالثقافة، وبالانتماء، ويعد من أكثر المناسبات المحببة إلى قلوب سكان كتالونيا.

تعليقات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد