احمد العمري – برشلونة.
في مشهد مؤثر جمع بين الفخر الوطني والعائلي، احتفل اللاعب المغربي شادي رياض، مدافع نادي كريستال بالاص الإنجليزي، بتتويجه بلقب كأس إنجلترا إلى جانب والدته إحسان ادنانو، ابنة مدينة العرائش. صورة الأم والابن وهما يحتفلان بهذا الإنجاز الاستثنائي، تجاوزت حدود الرياضة لتلقي الضوء على قصة نجاح عائلية ترمز إلى نضال المرأة المغربية المهاجرة ودورها الجوهري في تكوين أجيال ناجحة من أبناء الجالية.
ليست إحسان ادنانو إلا واحدة من آلاف الأمهات المغربيات اللواتي هاجرن بحثاً عن مستقبل أفضل، فزرعن القيم، وغرسن الانتماء، وكنّ حجر الأساس في تكوين جيل ثالث ورابع من أبناء المهاجرين، جيل استطاع أن يفرض نفسه في مجالات متعددة، وعلى رأسها كرة القدم، حيث أضحى أبناء الجالية المغربية يشكلون خزّاناً استراتيجياً لا غنى عنه للمنتخب الوطني بجميع فئاته العمرية.
عودة شادي رياض من إصابة أبعدته عن الملاعب لعدة شهور، جاءت في توقيت مثالي ليتوّج رفقة فريقه كريستال بالاص بلقب كأس إنجلترا، في رسالة واضحة أنه عازم على استعادة مكانته داخل منظومة المدرب وليد الركراكي، خاصة في مركز الدفاع الذي لا يزال يشهد بحثاً عن التوازن والثبات. غيابه الطويل عن صفوف المنتخب ترك فراغاً واضحاً، ويظل عودته مؤشراً إيجابياً لما يمكن أن يقدمه في قادم الاستحقاقات.
انتصار شادي ليس مجرد إنجاز رياضي فردي، بل هو تكريم للمرأة المغربية التي تهاجر، تتعب، وتنجح في صناعة جيل لا ينسى جذوره، ويحمل اسمه واسم بلده عالياً في أكبر المحافل.
