جريدة إلكترونية بإسبانيا

شركة النقل البحري GNV تلغي رحلاتها في وجه أفراد الجالية المغربية للمرة الخامسة.

أحمد العمري/ برشلونة.

لا يحتاج مغاربة العالم فقط تخصيص 18 فضاء للاستقبال بكل من موانئ طنجة المتوسط، وطنجة المدينة، والحسيمة، والناظور، وبمطارات الدار البيضاء محمد الخامس، والرباط سلا، ووجدة أنجاد، والناظور العروي، وأكادير المسيرة، وفاس سايس، ومراكش المنارة، وطنجة ابن بطوطة، وبباحات الاستراحة طنجة المتوسط، والجبهة، وتازاغين، وسمير المضيق، وكذلك بمعابر باب السبتة وباب مليلية، بل ضرورة العمل على خلق تواصل مع كل الفاعلين المساهمين في حركة وتنقل مغاربة العالم من شركات النقل البحري والبري وشركات الطيران ليكون التنقل بشكل سهل لكي لا يعيشوا معاناة إضافية هم في غنى عنها.

على سبيل الحصر من بين هذه المعاناة ما قامت به شركة الملاحة الإيطالية GNV عندما ألغت رحلاتها للمرة الخامسة في ظرف شهر مما يشكل إكراهات للمهاجرين خاصة وأن أغلبهم تكون لديهم إجازة عمل محدودة، في غياب حلول بديلة ليجد المهاجر المغربي بإسبانيا نفسه مضطرا إلى اختيار رحلة أخرى متوجهة إلى وطنه.

خلف هذا الإلغاء، دون عمل الشركة على إيجاد حلول مرضية الكثير من الاستياء، إذ طالب العديد من المهاجرين المغاربة وزارة الخارجية والقنصلية المغربية في برشلونة بضرورة التدخل من أجل وضع حد لهذا المشكل وإرغام الشركة على تعويض زبنائها عن الأضرار التي تسببت لهم فيها.

إذ لا تكلف شركة GNV نفسها سوى إرسال رسائل نصية للمتضررين تخبرهم فيها بإلغاء الرحلة، في إنتظار  استرجاع ثمن تذاكر الرحلة، لكن هذا الحل لا يمكن اعتبارهم يزيد من تأزيم وضعية المتضررين، حيث تستغرق عملية استرداد الأموال شهرا كاملا، أي بعد عودة أفراد الجالية من عطلهم في المغرب.

إذ عبر العديد من أفراد الجالية المغربية عن سخطهم عن هذا التعامل الغير المسؤول من الشركة، وهو ليس الاول من نوعه في تعامل شركات النقل البحري مع المهاجرين خاصة في فترات الذروة التي يتم فيها الإقبال على الحجز لزيارة بلدهم خلال العطلة الصيفية، وكذا سخطهم على تجاهل الجهات المعنية في تسهيل عملية العودة لمغاربة العالم لبلدهم، إذ لا يكفي أن الجهات الرسمية تحت إشراف مؤسسة الحسن الثاني تطلق عملية “مرحبا” بمختلف نقاط الاستقبال داخل المغرب وخارجه بكل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، لمواكبة ومساعدة أفراد الجالية أثناء مرحلتي الوصول والعودة من وإلى المغرب، بل عملية مرحبا الحقيقية التي يجب إطلاقها بالإضافة لما تقوم به المؤسسة،  يجب أن تتوسع وذلك بخلق شراكات مع شركات النقل البحري والبري وشركات الطيران وذلك بحثها تقديم خدمات تليق بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخالرج، بإعتبارها رافعة مهمة في التنمية الإقتصادية ببلدهم الأصلي خاصة وان الأرقام الاخيرة حسب توقعات بنك المغرب أكدت أن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج واصلت منحاها التصاعدي لتسجل رقما قياسيا قدره 117,5 مليارات درهم سنة 2024، في تحسن نسبته 1,9 في المائة.

محمد الصافي ناشط وفاعل مدني في تدوينة له بالمواقع الإجتماعية بعد عرضه لمشكل إلغاء الرحلات من طرف شركة GNV تسائل عن دور وزارة الخارجية المغربية والقنصلية المغربية ببرشلونة من هذا العبث بمشاعر الجالية؟ وكذا عن غياب المؤسسات المدافعة والمدعمة للجالية المغربية بالخارج في مثل هذه الوقائع والتي تطاولت شركة GNV للرحلات البحرية على المسافرين المغاربة؟

وأضاف ما دور الجمعيات التي تملأ الدنيا ضجيجا إذا لم تكن بجانب المسافرين في هذا المصاب الجلل؟ وقال أين السياسيين والمحاميين والبرلمانيين ورؤساء الجمعيات الدينية والثقافية والفنية …التي تعيش وتنتعش من جيوب المهاجرين ، دون بحث عن حلول ناجعة لمشاكلهم مع هذه الشركة؟
كما يبقى أيضا من بين المتضررين إلى جانب أفراد الجالية المغربية وكالات الأسفار التي تربطها شراكة مع شركة النقل GNV، والتي تقوم بدور الوسيط بين الشركة والزبناء بالحجز ، إذ تبقى الوكالات في إصطدام مباشر مع الزبناء ما دامت لا تتوفر على أجوبة كافية ومقنعة عن أسباب الإلغاء ولا عن وقت صرف وإرجاع المبالغ المالية للمتضررين والتي قد تصل لشهور.
إلى متى تبقى مشاكل وإهتمامات أفراد الجالية المغربية بعيدة عن إهتمامات الإطارات المدنية والدينية التي تتسابق فقط لإرضاء أو كسب علاقة هنا او هناك مع مسؤول لا يقدم ولا يؤخر، لتبقى مشاكلنا معلقة إلى إشعار اخر.
تعليقات